سيدني: صدر حديثاً كتاب جديد تحت عنوان quot;عزيزي سلفادور، عزيزي لوركيتوquot;، يضمُّ بين دفتيه، وللمرة الأولى، جميع الرسائل الحميمة والمتبادلة بين الشاعر الأندلسي والرسام الكاتالوني، إلى جانب وثائق أخرى غير منشورة سابقاً.
يضمُّ كتاب quot;عزيزي سلفادور، عزيزي لوركيتوquot;، ولأول مرة، جميع المراسلات التي جرت بين الشاعر الأندلسي فيديريكو غارسيّا لوركا والرسّام الكاتالوني سلفادور دالي، إضافة إلى بعض الوثائق غير المنشورة سابقاً، ما بين الأعوام 1923 ndash; 1936.
وفي حديثٍ للصحفي والباحث فيكتور فرنانديز قبل أيّام أثناء تقديمه للكتاب، قال أنه quot;عبارة عن تجميع للرسائل المعروفة، والتي حاولنا أن نضيف بعض المستندات التي لم تنشر سابقاً، كما في الرسالة التي بعثها دالي إلى لوركا يتحدث فيها عن يوليسيس للكاتب جيمس جويس، الذي كان بالكاد معروفاً أنذاك، إلى جانب إحدى رسومات دالي التي يطلب الفنان نفسه أن يُطلق عليها لوركا ndash; دالي (1926)، والتي تعود إلى مجموعة خاصةquot;.
إضافة إلى ذلك، ينشر فرنانديز صفحة من رسالة تعود إلى البيت الريفي في كوكو شانيل، حيث تمّ إستضافة دالي فيه، والتي رسم فيها الفنان الكاتالوني رأس لوركا ميتاً.
ويحاول فرنانديز في كتابه الجديد أن يبعد تهمة خيانة دالي للوركا، والأسباب الكامنة خلف تلك الصرخة (Oleacute;) التي أطلقها حالما علم بخبر موته قائلاً quot;يوضّح دالي في إحدى الرسائل أن تلك الصرخة كانت بمثابة التعبير عن الألم الذي نسمعه في موسيقى الفلامنكو، أو الصرخة التي يطلقها مصارع الثيران بعد محاولة ناجحةquot;.
وقد أدرك سلفادور دالي مذ إلتقى فيديريكو غارسيّا لوركا أن هناك مشاعر خاصة تربطه بالشاعر والكاتب المسرحي، عندما أحسّ أن الأخير ينجذب إليه بقوة.
وفي الواقع، أنه وعقب وفاة جالا، يضيف فرنانديز quot;أدرك دالي أن هناك شيئاً ما كان قد فقدهquot;.
والمعروف أن لوركا كان حاضراً في حياة دالي بصورة دائمة، كما يشير رافائيل سانتوس توروليا، الباحث في حياة الرسّام الشهير quot;هناك فترة لوركيانية في حياة دالي تمتد ما بين 1925 و1927quot;.
ويرى مؤلف الكتاب الجديد عن لوركا ودالي quot;أن العلاقة الجنسية المثلية لا تروق لبعض الباحثين الذين يتجاهلون تلك المرحلة اللوركيانية، ويبلغ الأمر بهم إلى إنكار ظهور لوركا في لوحات داليquot;.
وأوّل مبادرة رئيسية قام بها لوركا إهداء كتابه quot;قصيدة غنائية إلى سلفادور داليquot; إلى الرسّام، ذلك العمل المتميّز، والذي لم يكن شاعر غرناطة كررها سابقاً مع أصدقائه، بالإضافة إلى نشره في quot;مجلة الغربquot;.
وكانت هناك لوحتين بارزتين للرسّام الكاتالوني تعكسان مدى علاقته بلوركا، هما: أكاديمية التكعيبية الجديدة والموجودة في متحف مونتسيرات، والعسل أكثر سكراً من الدم، وهذه اللوحة كانت فقدت وأعاد الكتاب نشرها.
ويؤكد فيرنانديز أن quot;هناك أدلّة على إختفاء العديد من الرسائل، أنها لمأساةٍ كبيرة، لا سيما تلك التي بعثها لوركا إلى داليquot;. ويشير الباحث إلى إمرأتين كانتا السبب في إختفاء الرسائل: آنا ماريّا دالي، التي قامت ببيع العديد من الوثائق بعدما طُرد دالي من البيت، وغالا، التي كانت تحمل عداءاً خاصاً للوركا quot;ربما بسبب من غيرتهاquot;.
ووفقاً لما يرويه الصحفي ومؤلف الكتاب أنه لم تكن صدفة أن الممرضة التي كانت تقوم برعاية دالي، خلال أيّامه الأخيرة، أكدت أن الكلمات الوحيدة التي إستطاعت أن تتلقفها مما كان يقوله الرسام هي (صديقي لوركا)، وquot;عندما يموت لوركا، تظهر المشاعر بصورة علنية. ويُخيّل لدالي أنه كان بمقدوره إنقاذ الشاعر، ومن هناك يبدأ لوركا في الظهور في لوحات داليquot;. وحينذاك أيضاً يدعو الرسام بول إيلوار لأن يترجم quot;قصيدة غنائية لسلفادور داليquot; إلى الفرنسية، وهو دليل على أن العلاقة لم تنقطع بينهما أبداً، رغم أن العديد من المشاريع الأدبية بقيت من دون تنفيذ، كفكرة العمل المشترك من أجل إنجاز أوبرا، كان لوركا قد طرحها في إحدى رسائله.