يمثل فيلم المخرج الإيطالي حيدر رشيد المعنون quot;مطرٌ وشيكquot; أول فيلم إيطالي يتناول قضية quot;منح المواطنة الإيطالية لمن يولد على الأراضيquot; الإيطالية، وهو نفسه من إيطاليي الجيل الثاني ووُلد لأب عراقي الأصل وأم إيطالية.
وشهدت قاعة quot;مابّا موندو- خارطة العالمquot; داخل مقر مجلس النواب الإيطالي (مونتيشيتوريو)، وسط العاصمة الإيطالية روما يوم الإثنين عرض الفيلم برعاية رئيسة المجلس لاورا بولدريني وتنظيم أعضاء المجموعة البرلمانية المكونة من برلمانيين من مختلف الكتل السياسية الممثلة في مجلس النواب الإيطالي، الخاصة بالهجرة والمواطنة، والتي من المقرر أن تناقش خلال الأشهر القادمة مشروع قانون جديد حول حق المواطنة للمولودين في إيطاليا من أبوين أجنبيين.
بدأ فيلم حيدر رشيد quot; مطرٌ وشيك quot; عروضه في الصالات في التاسع من شهر / مايو الماضي، ولاقى نجاحاً واهتماما كبيرين من قبل الصحافة والنقاد في إيطاليا، على الرغم من توزيعه المحدود فقد جُدّد عرضه في مدينة فلورنسا لخمسة أسابيع متتالية مُسجّلاً بذلك رقماً قياسياً بالنسبة للمدينة التي شهدت تصوير مشاهد الفيلموهي مسقط رأس ونشأة المخرج.
عالج حيدر رشيد عالج في فيلمه قصة واقعية وحقيقية. فهو يروي قصة الإيطالي الشاب سعيد مهران البالغ من العمر 26 عاماً، ولد ونشأ في المدينة المشهورة بتأريخها، من أبوين جزائريين، وهو يصارع مرسوماً قضى بطرد عائلته بعد أن فقد الأب عمله الأمر الذي يمنع، وفق القواعد الإيطالية السائدة، تجديد وثيقة إقامته على الأراضي الإيطالية.
يُلقي الفيلم، إذاً، نظرة مكثفة وواقعية حول وضع ينشأ بسبب قانون وصفه المخرج العراقي ndash; الإيطالي، بأنه quot;قانون غير عادل رجعي يجعل من الصعب على أبناء المهاجرين التمتع بإحساس كونهم جزءاً من البلاد التي يعتبرونها، هم أنفسهم، بلادهم، وأنهم ممنوعون من المساهمة في بناء مستقبله وتطورهquot;.
المخرج السينمائي حيدر رشيد، وهو من أم إيطالية وأب عراقي، كتب وأخرج وأنتج فيلم quot; مطرٌ وشيك quot;، وتعاون مع طاقم من الشباب تحت سن الثلاثين عاماً. وقال بخصوص ذلك quot;أردنا أن نروي قصة ذات أبعاد واقعية متأصلة بعمق في إيطاليا الحاضرquot;. وأوضح أن الفيلم حصل على تمويل داعم من صندوق quot;إنجازquot; التابع إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي وأشترك في الإنتاج التنفيذي دونالد رانفو، المشهور بنجاحاته الدولية وأعماله الكبيرة مثل فيلم quot;مدينة اللهquot;، quot;سينترال دو برازيل- محطة برازيل المركزيةquot;. واشترك في الانتاج أيضاً المخرج والمنتج الكويتي عبد الله بوشهري، ما جعل من فيلم quot; مطرٌ وشيكquot; الإنتاج السينمائي العراقي الكويتي المشترك الأول.
وحصل الفيلم على الجائزة الثالثة في مهرجان quot;الخليج السينمائيquot; بدبي، بعد عرضه العالمي الأول في الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وعُرض أيضاً في مهرجان quot;سيدنيquot; بأستراليا وكذلك في عرض خاص في جامعة أُكسفورد، وسيكون ضمن الخيارات الرسمية لمهرجان ساو باولو للسينما في البرازيل.
ورغم الفترة القصيرة والمحدودة لعرضه، فإن فيلم حيدر رشيد quot; مطرٌ وشيك quot; نال اهتمام وحماس النقاد الإيطاليين وعلى المستوى الدولي.
ويقول المخرج بأن quot;إن عرض الفيلم في البرلمان وفسح المجال أمام أعضائه الذين سيناقشون قريباً القانون الجديد بشأن المواطنة، يعتبر ميّزة كبيرة وعلامة مُضيئة ليس فقط بالنسبة لي كمخرج، بل كمواطن على وجه الخصوص. إنها اللحظة المناسبة لأن يرى المشرّعون ويستوعبوا هذه القصة، التي آمل أن تُحدث تأثيراً عاطفياً عليهم يفضي بهم إلى الوقوف إلى جوار سعيد مهران في كفاحه ومع شغفه وحبه العميقين لوطنه إيطالياquot;.
هذا وكانت جلسة عرض الفيلم قد نظمت بعنوان quot;رواية إيطاليا التي تتغيرquot;، وقدم خلالها إضافة إلى فيلم حيدر رشيد، رواية الكاتب الجزائري المقيم في إيطاليا منذ أكثر من 18 عاماً، عمارة لخُوص الجديدة والمعنونة quot;خلاف على خنزير إيطالي مائة في المائة، في ساحة سالفاريوquot;. وهي الرواية الرابعة للكاتب، وسبق وأن تحوّلت روايته الثالثة quot;صراع حضارات في مصعد بميدان فيتُوريوquot;.
كما جرى إطلاق موقع جديد على الإنترنيت باسم quot;إيطاليون، وأكثرquot; يتناول قضايا وتجارب المهاجرين وخاصة أبناء الجيل الثاني في إيطاليا والمشاكل التي يواجهونها.
شارك في الجلسة، التي رعتها رئيسة مجلس النواب الإيطالي لاورا بولدريني، عضو البرلمان والمجموعة البرلمانية المختلطة حول الهجرة والمواطنة، خالد شوقي الذي افتتح الجلسة. وكذلك مسؤول قسم الهجرة والمهاجرين في الإتحاد الإيطالي العام للعمل، بيترو سولديني ممثلا عن لجنة quot;أنا أيضاً إيطالياquot;. وقدم الأمسية الصحفي العامل في صحيفة quot;لا ريبوبليكاquot; الإيطالية فلاديميرو بولكي.
- آخر تحديث :
التعليقات