الخندق، 4 كانون الثاني 2014


I _ السمّْ الرَجيِمْ .. !

أَيُّها السُمُّ المُسافرُ في الوَريدْ،
لأيّ مَوتٍ أَنتَ تَسعىَ ؟
رُبمَّا أَضمَاكَ هذَا الكَرُّ المِثليُّ للِسيُوف،
لمِدّاعاتِ التَاريخِ المَشنوق
على أَراغنِ الحَياة، لاَ تَأتيْ ؛
أَنا أَجيء ...
بِدفءٍ غَامضٍ و مَجنونٍ أُناديكْ . إنهَّا العَادةُ أنْ أَهجمَ عَليكْ،
و أُلامسُ أَوزاريَ بِالجُنودِ و أَخصنيَّ بِالجُحود .
أَتعلمُ، أَيُّها السُمُّ المُسافرُ في الوَريدْ،
أَنَّ في دَميَ حَنيناً شَاهقاً للِشَهيدْ،
و أَنَّ الفَضَاءَ بَريقٌ يَضيقُ إنْ لمْ ينتَهِضْ بِخَاتمِ الحُسيِنْ،
و أَنَّ مَا سَوفَ يَجتَاحُنا ليسَ سِوى الدِينْ،
و أنيّ لأموتُ مَيتتينِ بينَ الحِينِ و الحِينْ ؟
و أَتعلمُ، أَيُّها السُمُّ المُسافرُ في الوَريدِ، أنيَّ شَقٌّ قَديمٌ ؟
لكنْ، يا طبيبَ الروُحِ، ليسَ عليَّ منْ رَطبٍ رَطيبْ،
ليسَ عليَّ سِوىَ الأَنحاءِ و أَنتَ ضَائِقٌ في مَضيقْ ...
منْ يَعلمْ ؟
لقدْ أَوجعتنيَ الكُؤوسُ،
و أُوجِعتْ الدُنيا بمَا ضَاقتِ النُفوس ...
رَواحاً أَيُّها الوَجعُ الكَريمُ !
كمْ صفيّ، قَبلنَا، قَد أُريقْ ؟
رَواحاً ... فَأنتَ الفَرقُ و أَنا الفَريقْ .
رَواحاً أَيُّها السُمُّ الرَجيِم،
لقدْ تَعِبتُ منَ المَسعَى ،
أَرجوكْ،
هَبني الطَريقْ ..!


I I _ من اِجترحَ الوردةَ ؟

منْ اِجترحَ الوَردةَ التي غَرستُهَا أَمامَ الغَابِ
قبلَ أنْ تُوضعَ الآيةُ على سُورةِ النَعشِ ذَنبْ ؟
الوَردةُ التي
لهَا القَميصُ المَهتوكُ من الكَتفِ،
طوالَ الخَجلْ،
كنُتُ أُحاولُ أنْ أَزرعَ
على خَديّها الشَوكْ .

وَردةٌ بِلا شَوكٍ خَبتْ
و حطّتْ فوقَ الغَابْ،
في ضُلوعيَ ذُنوبٌ كَثيرةٌ بِلا شَوك،
رَجدتُها ذَنباً فَذنب،
و لمْ أَجدْ شَوكاً يَليقُ بِذنبِ الوَرد .

وَردةٌ مُريبةٌ
لهَا هَتكُ القَميصِ
خَبتْ أَمامَ الغَاب،
و عندَ الرَتقِ
حينَ رَابطَ القَميصُ في القَبرِ
نَمتْ ..!

I I I _ شَمسٌ في الرأَسْ ..!

لاَ أَرى غيرَ شَمسٍ في رَأسي،
غيرَ ليلٍ نَازلٍ
في جُمجُمَتي
و القَبرُ في اِنتظَاري،_
أَلشموسِ أَلسنةً
على ضَراعةِ المَاضي و لهَجتهِ ؟
اللاَهِثونَ
تُبطحُ شَهوتُهم فوقَ نصلٍ
و يُصرمونْ،
أَيُّها المَوتُ المُتذمرُّ
من جَسرِ خَطوي،
كم ْبقيَ من عَظمي ؟
عَلنّي أَحضرُ العُرسَ
في مَهرجانِ جِسميْ ..


IV _ المَعسرُ الآتي ..!

كَيفَ أَسخرُ، و كَيفَ تَسخرُ ذَاتي ؟
و إِلى أَينْ
ستُرسلُ مَدارَاتي ؟

هلْ تُراهَا نُظميَ تَمزِجُ الآتي
و تُبعثِرُني
في مَعسرٍ عَاتي ؟

أَمْ تُراني آتي،
أَرسمُ جَيئآتي
و أَوبَاتي ؟

أَمْ تُراهَا نُظمي
تَرسِمنُي آخرَ أَشكالِ غَيباتي ؟


V _ الجِسمُ _المَلجأْ ..!

نَفسي تَعلو فِيني و تَجهرُ :
مَاذَا يَحدثُ في هَذا الجِسم _المَلجأ ؟
مَاذَا يَحدثْ ؟
ليسَ لمِنديليَ وَجهٌ أَحمرَ ليَلثمْ، رُوحيَ
لَيستْ كمَا عَادتْ تَظهرُ،
نَفسيَ تَعلو فِيني و تَجهرُ :
ماَ أَشقَى الأَنبياءَ إِذا وَعدوا
أَحدٌ كَانُوا أَو لاَ أَحد ُ،
نَفسيَ صَاغرةٌ _ تَعلو فِيني و تَجهرُ :
جِسميَ رَسمٌ،
يَصفو فِيني و يَكدُرْ.
جِسميَ أَولُّ،
ليسَ لهُ آخِرة .
جِسميَ يَضمُرْ،
جِسميَ جُرحٌ ؛
العَالمُ يَنزفْ ..!


V I _ العَديدْ ..!

أَيُّها العَديِدْ !
يَكفيْ أنْ تُحصيْ دَميْ،
كيْ تُؤثّثَ مَعلماً لِلنُزولْ،
كيْ تُتقنَ حَديثاً فيْ السَلالمِ،
و تُغنّي اِسمي بَعضَ الصَمتْ،
و تُبقي جَمرَ العُمرِ
يَشربُ من ْكَأسٍ
صَبهَّا رَبُّ الدَربْ ؛
يَكفيْ أنْ يَكونَ مَوتُكَ
عَامراً بِالوَقتْ،
كيْ تُتقنَ اِسميْ
وَتقوَى علَى الحَديِدْ .
يَكفيْ أنْ تَنتابُني و تَنالُني
لِتنالَ جُزئي
أَيُّها الصَبُّ المُستعَارْ،
يكفي أنْ تجيءَ جَيشاً كَاملاً مُستَمهلاً
وَ تَمشي أَماميْ،
وَ تموتَ بي فيْ حُدودِ المَوتِ
وَ تعيشَ مجنوناً قَبلي
وَ تَنتهيْ بِأخبَاري
فيْ جَعدِ الوَريدْ .

يكفي أن تَعيشَ قَبلي
لِتَكونَ أَماميْ
و تُشعَّ مِثليْ
لَكنْ،

سُرعَانَ مَا تَبكيْ
و تُعالجُ الأَمرَ بِالنَبيذْ..!