الآن تكتمل القصيدة حين تقرأها،
وتسكن في حنايا الروح غبطتها،
عذاباتي الحبيسةُ في الضلوع
الآن يهدأ عاصفٌ في قلبي الظامي،
وأسمع صوتها..لكأنه الترتيل،
أُنصِتُ في خشوع
أصغي لصوت نوارس البحر،
التي تستصرخ الموجَ الذي يبكي،
حنيناً لإستغاثات القلوع
يعلو بسمعي صوتها الباقي لدي،
مردداً في السِرِ ما خبأتُ في قلبي،
وما ذرفته عيناي اللتانِ أضاعتا،
دربي إليها حين لذتُ بما ادخرتُ،
من الدعاء ممنياً نفسي بمرآها،
على أمل الرجوع
الآن أبصِرُها تسوق الريحَ نحوي،
سلماً كي أرتقيه
الآن تستهدي بأنجمها طريقي
وتجيءُ ينشق المدى عن وجهها،
المغسولِ بالنُعمى وماء الورد والبشرى،
لِيغمُرَ صُبْحُهُ روحي الغريق
الآن تنهضُ طائراً من بين ما أبقت،
لي الآيامُ من ظلٍ أفيئُ إليه يدركني،
يَلمُ شتاتيَ المُلقَى على كتفِ العراءِ
الآن أستسقي يديها ظامئاً
وندى صباحٍ لم يزل ذكرى
على مر السنين
وأصيحُ أينك ياابتدائي
فيردُ أسئلتي الصدى
ويغيم رغم البعد في شفتي ندائي
أعدو كطفلٍ ضائعٍ صوب المدى
لأقولَ للزمنِ الذي ولّى
كعشبِ الصيفِ من خلفي إتْئِدْ؟
أولستَ تذكُرُ وجهها؟
ظِلَّ إبتسامتها..وحضورَ فِتْنَتِها،
كنجمٍ في سمائي
تلويحة الأيدي التي غامتْ بقلبي
وجراحَ ماضٍ لم يزلْ يعدو،
على مَهلٍ ورائي