&
يقرأ الشاعر والباحث أحمد فضل شبلول في كتابه "كتب ورقية مهدت للثورة الرقمية" الصادر عن سلسلة الثقافة الرقمية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، لأبرز وأهم الكتب التي صدرت بالعربية أو اللغات الأجنبية حول الثورة التكنولوجية الهائلة التي تجتاح العالم اليوم وعملت على التعريف ببداياتها ووضع المفاهيم الخاصة بمصطلحاتها، فضلا عن تأثيراتها على تطور المجتمعات خاصة مجتمعاتنا العربية التي استقبلتها بشغف شديد وبدأت تحتل موقعا مهما على خارطة استخداماتها. ويهتم شبلول بشكل خاص بالكتب العربية التي اهتمت بالأمر وعالجت تفاصيله وأضاءت جوانبه أمام القارئ العربي، وذلك ليكشف إلى أي مدى استطاع الباحث العربي والمصري مواكبة الثورة الرقمية، وإلى أي مدى نحن بحاجة إلى مزيد من البحث والنقاش في جديد الثورة التكنولوجية والمعلوماتية وما يمكن أن تقدمه لمستقبل الكتاب والتعبير في عالمنا العربي.
من هذه الكتب التي يبحر من خلالها الكاتب في فضاءات متعددة منها الثقافي والفني والمعرفي والمستقبلي بالإضافة إلى أدب الرحلات الرقمي، كتب "الثقافة الإلكترونية" لجورج نوبار سيمونيان، و"التاريخ الاجتماعي للوسائط ـ من غتنبرغ إلى الإنترنت" تأليف المؤرخين الاجتماعيين والثقافيين آسا بريغز ويعمل في كلية ورسيستر بأكسفورد، وبيتر بورك ويعمل في جامعة كمبردج، و"رؤى مستقبلية.. كيف سيغير العلمُ حياتنا في القرن الحادي والعشرين" لمؤلفه عالم الفيزياء الأمريكي ميتشيو كاكو وترجمة سعد الدين خرفان، و"الرقابة المركزية الأمريكية والعربية على شبكة الإنترنت" للدكتور مصطفى عبد الغني& وهو كتاب ذا منهج تاريخي وموضوعي، حول قضية موضوعه، و"الفجوة الرقمية ـ رؤية عربية لمجتمع المعرفة" للباحثين المتميزين د.نبيل علي، ود.نادية حجازي، وكتاب د.نوال محمد عمر " الفيديو والناس" الذي تناول ظاهرة الفيديو وتأثيره وخطورته ونفعه على المجتمع المصري، وكتابي "الكتاب الإلكتروني: القراءة، الإعداد، التأليف، التصميم، النشر، التوزيع" و"رحلات سندباد الإنترنت" للمهندس عبدالحميد بسيوني، و"الكمبيوتر والثقافة والفنون" لمؤلفه د.محمد فتحي، و"المعرفة وصناعة المستقبل" للعلامة د.أحمد أبو زيد أستاذ علم الأنثروبولوجيا بجامعة الإسكندرية، و"الموجة الثالثة وقضايا البقاء" للدكتور علي علي حبيش، و"صدمة الإنترنت وأزمة المثقفين" للدكتور أحمد محمد صالح، وكتاب "مستقبل الثورة الرقمية ـ العرب والتحدِّي القادم" ويضم مجموعة مختارة من الأبحاث العلمية التي نوقشت في ندوة مجلة العربي السنوية حول "الثقافة العربية والنشر الإلكتروني" مضافا إليها مختارات مما نشرته المجلة في الإطار نفسه خلال السنوات القليلة الماضية، بما يؤكد تبنيها لمستقبل الثورة الرقمية، وتأثيرها على وطننا العربي، وغيرها من الكتب التي تابعت وناقشت الثورة الرقمية .
وقد أكد شبلول أن هذا الكتب بشَّرت أو مهَّدت للثورة الرقمية التي نعيشها الآن، وقال "لم يكن الأمر مفاجئا للمجتمع العالمي، بل يذهب البعض إلى أنه منذ اختراع الصفر والإنسان يفكر في المسألة الرقمية، وكيف يُنتج عوالم لا متناهية من الصفر والواحد، تلك المنظومة التي أدخلتنا إلى عالم الخوارزميات والمعادلات اللانهائية التي أفضت في النهاية إلى اختراع الكمبيوتر. ومن الكمبيوتر المفرد العملاق إلى الكمبيوتر الشخصي صغير الحجم والشبكات المتعددة، وأبرزها شبكة الإنترنت التي أصبحت زادا يوميا للإنسان في الألفية الثالثة".
وتساءل شبلول "هل كان علماء الرياضيات المسلمون من أمثال الخوارزمي (أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي) يحلمون بما وصل إليه علماء اليوم من تقدم مذهل خاصة بعد ثورة الاتصالات والكهربيات، التي أتاحت للإنسان العادي أن يجلس في بيته ويتصل بكل أنحاء العالم عن طريق جهاز صغير يسمى كمبيوتر أو حاسب آلي، أو عن طريق جهاز خلوي أو هاتف محمول ذكي يرى الطرف وهو على سريره أو في أي مكان يذهب إليه مادام الاتصال بشبكة الإنترنت قائما؟"
وأضاف "أشياء لا يصدقها عقل، ولم يصل إليها الخيال العلمي من قبل (مثل تلقي المعلومات عن طريق شريحة توضع في الحذاء، أو ما يسمى النشر بالحذاء)، ومع ذلك فقد تحدث البعض عنها في كتب ورقية مهدت لما نشاهده ونلمسه حاليا من ثورة في جميع المجالات الرقمية أو الإلكترونية، بما فيها عملية النشر الإلكتروني وتأثيره على عالم النشر الورقي".
ورأى شبلول أنه إذا كانت البعض يتوقع أن النشر الإلكتروني أو الرقمي سوف يقضي قريبا على عالم النشر الورقي، وهو ما أفضنا في الحديث عنه في كتابنا السابق "ثورة النشر الإلكتروني" فإننا نؤكد من خلال هذا الكتاب أن الكتاب الورقي كان هو المبشر خلال العقود الأخيرة لتلك الثورة الرقمية، أو فلنقل أن الثورة الرقمية ولدت من رحم الكتاب الورقي، أو أن الكتاب الورقي كان الحاضن الرئيسي للثورة الرقمية".
وأوضح أن الكتب التي يناقشها الكتاب تؤكد ذلك، موجها شكرا للورقي الذي مهد للرقمي، وقال إن هذا الشكر لا يعني إعلانا بانتهاء العصر الورقي في حياة الإنسان المعاصر، فلم تزل لدينا فسحة من السنوات القليلة القادمة قبل الإعلان رسميا عن انتهاء العصر الورقي، أو وفاة الورق كوسيط لنقل المعرفة والثقافة والفنون الجديدة.
&
التعليقات