على الرغم من قرار وزارة الثقافة بإيقاف اصدار &المجلات التي تصدر من دوائرها الا ان مجلة (تشكيل) اخذت اهتماما كونها المتخصصة بالفن التشكيلي العراقي ولتميزها في الطباعة والمواضيع التي تنشرها.
&
توافقا مع حالة التقشف التي تعيشها الحكومة العراقية، اوقفت وزارة الثقافة اصدار المجلات التي تصدرها ومن بينها مجلة (تشكيل) التي تمثل علامة فارقة بين مطبوعات الوزارة كونها استطاعت ان تهتم بالفن التشكيلي العراقي بشكل ملفت ورصين وقد اكد ذلك العديد من الفنانين والنقاد الذين وجدوا في احتجاب المجلة عن الصدور خسارة للفن التشكيلي وللفنانين ،فيما اثار رئيس تحرير المجلة صلاح عباس ان التقشف ليس السبب الحقيقي وراء ايقاف اصدار المجلة بل ان المشكلة في المدراء العامين الذين اتت بهم المحاصصة .
فيما عزت دائرة الفنون التشكيلية السبب الى الضائقة المالية التي تمر بها الدولة وحالة التقشف التي طالت كل الوزارات والمؤسسات الحكومية فقد كان نتيجة الأمر إيقاف كل المطبوعات الورقية في
&
رئيس التحرير: المشكلة في المدراء العامين
فقد اكد رئيس تحرير مجلة تشكيل الفنان والنقاد صلاح عباس ، وقال : اود ان اضئ جانبا هاما, من حياة مجلة تشكيل ليكون مدخلا مناسبا, يسهم في ايضاح القصد, وايصال الفهم للقارئ العزيز, ومجلة تشكيل المتخصة بدراسة الفنون التشكيلية في العراق والعالم والتي اسستها انا في سنة 2007 , وكانت مجلة مستحدثة, وغير مسبوقة, وعلى مدى اعدادها الصبورة, التي اصدرناها بمشقة وعناء, وتضحية, فان المجلة مدت جسور التواصل الفني والابداعي بين جميع الفنانين والكتاب والمثقفين في داخل العراق وخارجه, كما كانت المجلة حاضنة ملائمة لتجميع الثقافة الفنية ممثلة بالنقد الفني والدراسات والبحوث, وكان يهمنا العمل وفق منهج حر, بلا عقد ولا ولاءات ايديولوجية او عقائدية, سوى الولاء لثقافة البلاد, ونقصد بها الثقافة الليبرالية, العابرة للطائفية والحزبية, وجدير بالذكر بان الارشيف الفني والوثائق في وزارة الثقافة, تعرض بعد سنة 2003 للانتهاك والتدمير والحرق والسرقة, بيد ان التواصل مع مجلة تشكيل امن مستلزمات العمل واعادة تجميع الارشيف الفني ورفد قسم الثقافة الفنية بالمزيد من الصور والمعلومات والوثائث وهكذا بدات عجلة العمل تدرج بشكل ابداعي وخلاق.
واضاف: منذ تاسيس هذه المجلة واجهنا الكثير من المشاكل وبخاصة من قبل المدراء العامين, وكان مشروع اغلاقها مبكرا ( اي منذ العدد ذي الرقم صفر) لاننا كنا نزاول العمل الحر بلا فروض ولا قيود بعيدا عن ملاحظات المدراء العامين, مع علمنا المسبق بانهم ما وصلوا للادارة العامة الا من خلال المحاصصات في حين انهم ( كلهم) كانت تنقصهم الخبرة والدراية في الشؤون الفنية والتشكيلية وكلهم ليسوا من ذوي الاختصاص, بل كانوا مخربين وسيئين بحيث كانوا لايستطيعون تمييز النوع من الكم وعلى هذا الاساس كانوا كارهين للعمل الابداعي, ولعلك تعرف بان تمويل مجلة تشكيل لم يكن من قبل دائرة الفنون التشكيلية بل كان من قبل ديوان وزارة الثقافة, بينما كانت دائرة الفنون التشكيلية تستحوذ على مبالغ المبيعات دون ان توفر لنا ابسط مستلزمات العمل كالانترنت والورق والاحبار والسيديات وكنا نشتريها من جيوبنا الخاصة.
&وأوضح: لالالا, ليس التقشف هو السبب الحقيقي وراء اغلاقها, فالمجلة فصلية وتصدر اربعة اعداد في السنة الواحدة وان كلفة العدد الواحد خمسة ملايين دينار ليس الا, ناهيك عن طباعة المجلة في مديرية الشؤون الثقافية العامة احدى مديريات وزارة الثقافة, ولو انك تعرف حجم الصرف والبذخ على الايفادات والولائم وحجم الفساد الاداري وبخاصة في فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية وفي ملتقى بغداد العالمي للفنون التشكيلية وفي مجمل المعارض الهابطة فنيا وذوقيا التي اقيمت في قاعات دائرة الفنون التشكيلية والكثير من الامور المخجلة التي قادها المدراء العامون وليس هناك من يحاسبهم ويتصدى لهم.
وتابع :كما قلت ان اعداد المجلة كلها صبورة, والعمل كان يجري بمشقة وصعوبة, لقد مر على تاسيس مجلة تشكيل تسع سنوات وكان من المفروض اصدار 36 عددا ولكننا لم نستطع اصدار هذه الاعداد وكان المتحقق 16 عددا , ولك ان تعرف حجم الضغط والتعويق وكل ذلك كان بسبب المدراء العامين الفاشلين الذين قذفت بهم حمم الزمن الخاسر في العراق.
وأضاف: اعتقد بان سياسة المجلة الليبرالية وتوجهاتها المتحررة من العقد كفل لها الاستمرار والتواصل كما اننا نعمل على انتقاء النوع لا الكم, ونتابع بشكل يومي التطورات التي تحصل في الفنون العراقية والعالمية ويهمنا التنوع والتحديث شكلا ومضمونا وعلى صعيد المواضيع المحررة فاننا استطعنا استكتاب ابرز الكتاب العراقين المقيمين في داخل وخارج العراق, نذكر منهم: عبد الرحمن طهمازي, ومحمد الجزائري, ويحيى الشيخ وسهيل سامي نادر وزهير صاحب وضياء العزاوي وهناء مال الله ومي مظفر وعادل كامل وعاصم عبد الامير ووليد شيت &ومحمد خضير والقائمة تطول وتطول, ومن الممكن اصدار مجلد كبير يتضمن ابرز النشريات في مجلة تشكيل ولكن للاسف الشديد لم تلق جهودنا هذه اي تقدير من قبل دائرة الفنون التشكيلية لان كل المدراء العامون الذين جثموا على ادارتها كانوا من ذوي النفوس الضعيفة وممن لايجيدون العمل وقيادته بالصيغة الصحيحة.
وختم صلاح عباس حديثه بالقول:انا اسستها وانا رئيس تحريرها منذ سنة 2007 , والمجلة تفشل بشكل اكيد اذا تم استبدالي , لان للمجلة شخصية معنوية وهي شخصيتي ولا تكون مجلة تشكيل بدون وجود صلاح عباس.
&
دائرة الفنون التشكيلية توضح:&
من جانبها اوضحت دائرة الفنون التشكيلية الاسباب وراء اغلاق مجلة تشكيل مؤكد ان السبب هو التقشف الحكومي، وقال الدكتور شفيق المهدي المدير العام للدائرة: لفترة طويلة ظلت دائرة الفنون التشكيلية مواظبة على أصدار مجلة تشكيل التي تعنى بكل أنواع الفنون من نحت ورسم وخزف وخطوط عربية وغيرها على المستوى المحلي والعربي والعالمي أيضا.&
.واضاف: كانت تصدر بشكل نصف فصلي كل ثلاثة أشهر &وأحيانا تصدر شهريا. ..لكن وبسبب الضائقة المالية التي تمر بها الدولة وحالة التقشف التي طالت كل الوزارات والمؤسسات الحكومية فقد كان نتيجة الأمر إيقاف كل المطبوعات الورقية في وزارة الثقافه مثل مجلات &كلكامش والمأمون وجريدة الاتجاه الثقافي والعلاقات الثقافية وغيرها من مطبوعات واعتبارا من بداية العام الحالي.&
وتابع: لكن دائرة الفنون سعت إلى التواصل في إصدار مجلة تشكيل لاهميتها في توثيق المشهد التشكيلي في العراق فكان الاتفاق على إصدارها بشكل سنوي عدد واحد في السنه بالاتفاق مع وزير الثقافة فرياد راوندوزي.
&