جاءني ساعي البريد صباحاً مبتسماً

وناولني مظروفاً بألوانٍ غريبة

شممتها وقلبتها

شعرت انني كالطفلةِ

لا اعرف ان اقفز من الفرحة

ولن اعرف ان اتكلمَ مع النرجسِ والقداح

او اقبل ساعي البريد

توقفتُ لحظة القبلةُ حتى لو كانت بريئة حرام

افترشت الارض حتى أتخلص من قلقي

وهمست لنفسي انها رسالة

تشبه رسائل المحبين

اعرف خطه ..... واتنفسُ حركات يده

مغمضةُ العينين اعرفُ خطه

شممتُ الرسالةِ بعنفً

انها معطرة بنوعٍ من عطر الجنونِ

فتحتها وانا مفترشةً الارض

لم استطع ترتيب للحروف الأبجدية

اخذتني فيها رعشة

بألوانٍ جهنمية

بزخرفاتِ ليلى الاخيلية

نظرت بعمقً لأعزز شجاعتي

من اول الدربِ

كي لا يغمى على تصوري

من الأحرف التي تحتضن بعضها

لتقول لي في اول السطرِ

دعيني احِبُكَ يا كل العمرِ

اريد ان احتضنكِ لدقيقتين

واهمسُ في اذنكِ كلمتين

حينها ألقي سلاحي ..... قلمي

وفمي ودموعي والقبلتين

فإما القبول سيدتي

او الرفض في الحالتين

كم تصورتُ وانا فاقد الحركةِ بين يديك

مبهور انا لقبول شربكِ القهوة معي

ركضتُ اليكِ

اريد ان أحاوركِ لساعتين

اريدُ أن اقنعكِ بأنني احبكِ سيدتي

واعشق عطركِ

افترشتُ الارض غير مصدقةٍ

لقد أهملتني سيدي

لا اعرف كم من السنين

فلن اعاتبكَ هنا

لانني لست فقط احبك الان

بل لما فات من السنين

نسيت خارطة عمري وصباي

ونجمات سماء مدينتي

ونقشتُ اسمكَ على ذراعي

كي لا أنسى كل الحنين

انا احِبُكَ قبل ولادة التوقيت

أحببتك كل صباحات النهار

ولن يرعبني سجانٌ ولا سمسار

لقد قررت ُ ان احِبُكَ قبل ان يؤرخ

تاريخ ميلادي منذ مئات

السنين

احببتكَ ولن انتظرَ خفقاتٍ كاذباتٍ تخرج

من دفاترٍ محترقةٍ

تُباعُ على ارصفةِ الجنون

لي الحقُ في اختيارك

فلن انتظرَ منك رسالة ملونة

ولا اعتذار منمقٍ بكل الحروف الأبجدية

سأشرب فنجان القهوةِ معك

وسأناقشك بما تبقى من الوقت

كل الحب معك

وساخرج من كل اوهامي واحلامي البائسة

معك

لكنني سابقى احبك لوحدي

وليست معك