في وقتِ ما قبلَ الغروبِ


في وقتِ ما قبلَ الغروبِ

رأيتُ سِرْباً من طيورٍ سابحاتٍ في السَّما

ولقد شعرتُ بلذّةٍ وكآبةٍ

وكأنَّهم كانوا يجرّونَ المدى

وكَرَغوةِ الصابونِ كانَ الغيمُ يهمي فوقَ جسمِ الشمسِ

هل هذي الطيورُ مهاجراتٌ؟

هل أهاجرُ مثلَهم يوماً؟

لقد خِفْنا من المنفى على الأبناءِ

لكنْ هل ضمنَّا أنَّهم ببلادِنا يلقَونَ خيراً مُغْدَقاً؟

والعمرُ يمضي والسؤالُ هوَ السؤالُ:

تُرى أهاجرُ أم أعيشُ كما يعيشُ الناسُ في أوطانِهم

صِفْرَ اليدينِ أنا أتيتُ إلى الحياةِ

وسوفَ أرحلُ هكذا صِفْرَ اليدينْ

جاءَ الليلُ لكي يلقاني


جاءَ الليلُ لكي يلقاني

وأنا ما كنتُ خَلِيّاً كي ألقاهْ

دقَّ البابَ كثيراً

ألقى البدرُ عليَّ سَناهْ

قلتُ لهُ: يا ليلُ اذهبْ عنّي

أَولى بكَ منّي عشّاقٌ وسُهاديّونَ

فلمّا غادرَ أودعَ عندَ أخيهِ الصبحِ رسالةَ شوقٍ

فيها قطْراتُ ندىً تتلألأُ فوقَ زجاجِ السيّارةِ

وشتيتٌ من ضوءِ النجماتْ