الليلةُ المطرُ يدوي...

الليلةُ، المطرُ يدوي، ويصرخُ وأنتِ معي

وكلانا هنا، يقول للآخر، ها أنتَ معي

كلانا هنا!

فقل لي مراراً يا قلبُ:

هل من فرحةٍ أكبرُ من فرحةِ المطرْ

والحبُّ يعانقُ على الطريقِ الحبيبْ!

يا كلُّ أطرافِ الشجرْ

أيعقل ألا نعانق المطرْ

ونحتضنُ الجسدَ، ونعُرِقَ السَّحَرْ

يا بكاءً كنا يوماً

يا بكاءً على البساط القديم أذرفنا دمعنا السخين

ونكتب كل آياتنا، خطرْ

أيعقل ألا نكونَ معاً، يوماً

نمشي والروح تجمعنا

وتسبق خطانا، ركضات القمرْ

نكتبُ أغانينا

قرب الشجيرات... وضفّة النهرْ

يا حبُّ، كيفَ تمتزج الريح ويصلني شذاك

وأنامُ و يجيءُ لي، فوق السرير، السمرْ

و الشمس تشرقُ على وجهينا معاً

تصفّق الريح

والنخل يبتسمُ

نرجئ الأحزانَ، تلك العميقة نرجئها

حتى تُطلق الأفراح من ظلمةِ الزمنْ

نحاكي من قبل، جليلةَ حين بكتْ

وأذرفتْ دمعها الغالي

وصفيّة الثكلى نحاكيها

نجلسُ معاً، على الطرقاتِ

الروح بالروحِ، والأيادي متشابكاتٌ

والنفسُ تهوى الطريق دوماً، مع من تحب...!