يـا لِـســانَ الـديْــن فـــي أنْــدلــــسِ

هــل تَــنَـاءت خِــلسة المُــخْــتَـلــسِ؟

نَـــكَـــد الأيّــــام قــد حَـــلّ بِـنـا

غــادرتْــنــا مُــبْــهِــجــات الــونَـــس

أيــن تَــمْــضــي والمسافـات سُـــدىً

لَــسْــتَ بِــالــنابــهِ والــمُــحْـــتَــرس

فانْـتـبهْ دومــاً، وكُــن فـي يَــقْـــظــةٍ

فــيَّ خَــوفٌ مــن فِــخَـاخ الـحَــرس

اظْــلَــم الصبْــح، فلا الطيْــر شَــدا

فَـــهُـمـا رهْــن الـعَـمــى والـخَــرس

أنْــت ســرّ الفَــضْــح لن تَــهْــتــكَـهُ

خَــلِّهــِه يَــغْــفــو بـوسْـط الــغــلَــسِ

قــــد رضِــيْــنــا إنّــنــا إمّــــعَــــــةٌ

نـتْـبَـع "الـقــرقــاعَ" إثْـــر الجَـرَسِ

إنّـما "المِريــاع" كَـبْـشٌ عاقِــرٌ (*)

لا حــصـــانٌ عـاشـــقٌ لـلــفَـــرَس

خَــشـنَ الـمخْـصـيّ فــيـنا صوفُــهُ

لـم يعُــد جِــلـداً رقــيـق الـمـلـمـس

كــم تمنّـيْـنـا الـثَـرى نـــزلاً لَــنـا

والــتّــمَـنّــي رأسـمــال الـمُفْـلِـسِ

كُــن بعـيــداً؛ خَــلِّــنا فـي هَـمِّـنا

نـحـن أمْــوات وان لـم نَـفْــطـس

وهــنَ الـعَـــزم إذا يَــحْـدو بِــنـا

تـائه العَــقْــل ثَــقــيــل النَـجَــس

أيــن منّــا فــي زمـانٍ عــاهـــرٍ

يا زمــان الـــقـطـع بالأنـدلــس

فِــقْـهُـنــا ورّث فِــيْــنا فُـــرقَــــةً

عنعَـناتٍ عشعَـشت فــي الارؤسِ

حــــنْـبليٌ، شــافِــعيٌّ، جَــعْـفـري

وفــتــاوى صَـدرَتْ عـن أنَـــــــسِ

إيــه يا نفْــس الحشا لا تجْــهري

يُـمنــع البَـوح؛ وإلاّ وسْــوســـي

كم بكَــت دجــلة فــي أحضانـنـا

حيــنــما غابت طــيــور النورس

خُــنِــقَــت أجْـواؤنا فــي زفْــرةٍ

وامّحت فـيـنا زهور النرجـــس

واعْــتَـمرنا عِــمّـةً مَــلعــونَــــةً

وكَــسونا جُــبّة في المــلبــــسِ

لــم نُــبَـدّلْ كالـورى هِــندامَـنا

وتَـزَيَّـيْـنا حـــريــر المــلمــــس

فَــتعَـلّــقْــنـا بِــعَــقْــلٍ مــائــلٍ

فثراء العقــل فــيما يكْـتــسـي

إنّــنا نهـوى ظــلامـاً دامِــسـاً

فَسَلونا عــن شعاع القَــبــَــسِ

وكرهْــنا في الــــدنـى حريّـــة

إذ نحبّ العيش وسط المحبس

هــذه الــدنيا سِــبــاقٌ كُــلّــها

والعُــلا للناهض الـمفْــتــرس

لا نهوضٌ يعْــتلي أدراجَــنــا

لا ارتقــاءٌ في انكســار الأنفـسِ

* المرياع هو خروف صغير يُعزل عن أمّه النعجة ليرضع حليباً من ضرع أتان حمار في قنينة معلقة في بردعتها ومع مرور الزمن ينسى أمّه الأصلية ويحسب الأتان والدةً له وثمّ يتمّ إخصاؤه والإبقاء على صوفهِ ليبدو ضخماً مهيباً ويُعلّق في رقبته جرَسٌ يسمى "القرقاع" كي يتبعه رعيل الماشية أينما اتجه وحيثما أزف