إيلاف من الصويرة: انطلقت، مساء الخميس، بالصويرة فعاليات "مهرجان كناوة وموسيقى العالم"، في دورته ال24، وسط أجواء احتفالية، وحضور رسمي وجماهيري لافت.
وأظهر حفل الافتتاح عودة المهرجان إلى صيغته وشكله الطبيعيين، بعد ثلاث سنوات من التأجيل بسبب الأزمة الصحية العالمية.
وتميز برنامج أمسية الافتتاح بالموكب،الذي جاب عددا من أزقة المدينة قبل أن يصل إلى ساحة مولاي الحسن، توج بإلقاء كلمتي كل من نائلة التازي مديرة ومنتجة المهرجان، ومحمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل.
وتطرقت التازي إلى أهمية ودلالات إدراج فن "كناوة" في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية من طرف اليونسكو، مع تشديدها على قيمة التظاهرة بالنسبة لفناني "كناوة" وللمدينة، على حد سواء.
من جهته، ركز الوزير بنسعيد على عودة المهرجان إلى صيغته المعهودة بعد الأزمة الصحية، كما تحدث عن ضرورة العناية بفناني هذا اللون الموسيقي.
وتواصل برنامج الافتتاح، على منصة مولاي الحسن، بأولى الفقرات الموسيقية، شهدت مزجا موسيقيا بين محمد وسعيد كويو مع طبول بوروندي أماكايا، وجليل شاو وسناء مرحاتي، تلاه لقاء فني بين عبد الكبير وهشام مرشان، ثم سيلا سو، تلاه مزج بين خاليد سانسي وإل كوميتي.
وتتواصل فعاليات المهرجان، الجمعة والسبت. ووعد المنظمون بـ"لحظات مُتعةٍ حقيقيةٍ موزعة بين حفلات المزج الموسيقي، والليالي الكناوية الحميمية واللقاءات الموسيقية المرتجلة إضافة الى المناقشات الفكرية الرصينة".
وتتوزع الحفلات الموسيقية بين منصتي ساحة مولاي الحسن وشاطئ المدينة، وفيما تقام الأمسيات الخاصة بمقرات الزوايا الصوفية وببرج باب مراكش.
وتقترح دورة هذه السنة من منتدى مهرجان كناوة وموسيقى العالم لحقوق الإنسان موضوع "الهويات المتعددة وسؤال الانتماء"، الذي يقول عنه المنظمون إنه "راهني ملتهب في عالم تتقاذفه توترات هوياتية عميقة، ويطغى عليه شعور متفاقم برفض الآخر".
وتتميز أشغال المنتدى، يومي الجمعة والسبت، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين والمتدخلين الجمعويين والفنانين للتداول حول المسألة من خلال تنظيم موائد مستديرة، يليها نقاش مفتوح مع الحضور والمهتمين.
وتتوزع مواضيع المنتدى على 5 جلسات، تتناول "الهويات والانتماء، ما يخبرنا به التاريخ والفلسفة"، و"التوتر الهوياتي، هل هو شر كوني؟"، و"هويات مطمئنة وعالم أخوي"، و"الهجرات والتنقلات البشرية: ديناميكيات ونتائج"، و"أفراد وجماعات وأمم: هل هناك حاجة للهوية؟".
ويقول المنظمون إن المهرجان رسخ اسمه، منذ تأسيسه سنة 1998، كأحد أهم المواعيد الثقافية على الصعيدين الوطني والقاري؛ حيث يجذب كل سنة، من خلال برمجة فنية دقيقة ومتجانسة ومتاحة للجميع، آلاف الزوار من مختلف بقاع المعمور إضافة إلى حضور عدد هائل من الفنانين والمثقفين. فيما يشكل، بفضل فلسفته الأصيلة وروح التقاسم والاكتشاف التي تميزه، تجربة فنية وروحية متفردة.
وفضلا عن فقراته الموسيقية ومنتدى حقوق الإنسان، يشهد برنامج الدورة تنظيم معرض تحت عنوان "صحوة الذاكرة"، ورشات موسيقية للتعريف بالتراث الكناوي واكتشاف وتعلم موسيقاه والعوالم المرتبطة به من تاريخ وأدوات وإيقاعات. فيما توفر "شجرة الكلام" للزوار وعشاق "كناوة" فضــاء "للتداول الهادئ والرزين"، حيث يلتقي فنانون وموسيقيون وصحفيون وجمهور "في أجواء ودية وحميمية من أجل حوار بناء حول قضايا فنية وجمالية".
ويرى المنظمون أن المهرجان سيسعى، من خلال دورته الجديدة، إلى الترحيب بعشاق الموسيقى الأوفياء، وبالزوار المغاربة والأجانب، فيما يتطلع إلى إهدائهم طبقا فنيا متميزا وتجربة ثقافية متفردة.
التعليقات