إيلاف: هل هي طريفة أم مهينة فيديوهات الذكاء الإصطناعي المنتشرة التي تستغل اسم وصورة وصوت فنان لتجعله يغني ما تريد كيفما تريد وبالشكل الذي تريد؟
سؤال محل أخذ ورد، فسرعان ما سيصعب علينا تمييز الحقيقي من المزيف ولن يقف الأمر عند فيديوهات غنائية بريئة وسيمتد لكل شيء وأي شيء.

في الأونة الأخيرة وبإستخدام تطبيقات الذكاء الإصطناعي تم إستحضار عبدالحليم حافظ من قبره ليغني بوس الواوا لهيفاء وهبي. وتبعه حسين الجسمي مكرهاً لا مختاراً في غناء نفس الأغنية وإنقسمت الآراء بين من رأى الفيديوهات طريفة وبين من رآها مهينة.

@arabs_ai حسين الجسمي بوس الواوا بالذكاء الاصطناعي #حسين_الجسمي #هيفاءوهبي #ذكاء_اصطناعي #اغاني_ذكاء_اصطناعي #اغاني_بالذكاء_الاصناعي #AI #fyp #fypシ #اكسبلور ♬ بوس الواوا حسين الجسمي - AI Arabs

عندما قام الملحن والمغني المصري عمرو مصطفى بتجربته في استخدام صوت وصورة ام كلثوم في أغنية بعنوان "أفتكرلك إيه"، ونشرها على حسابه بإحدى منصات التواصل الاجتماعي، أشار في منشوره الذي اختفى بعد ذلك، إلى تجربة جديدة عبر تقنية الذكاء الاصطناعي لإنتاج أغنية كاملة بصوت يحاكي أم كلثوم، من ألحانه وكلماته.

وبرر مصطفى تجربته على وسائل التواصل الاجتماعي أنه قدّم العديد من الألحان لمختلف نجوم العالم العربي على مدار 24 سنة، ولكنه أراد معرفة النتيجة، إذا غنّت أم كلثوم أغنية من ألحانه، قبل أن يتم إزالة هذا المنشور بعد ذلك من قبل المنتج محسن جابر الذي هدد بممقاضاته لأنه يمتلك حقوق كل ما يتعلق بأم كلثوم.

جابر تمكن من إيقاف عمرو مصطفى لأنه شخصية معروفة من السهل الوصول اليه ومقاضاته، لكن كيف سيتمكن من ايقاف المستخدمين المجهولين الذين يطلقون عشرات بل مئات الاغاني باستخدام هذه التطبيقات؟
كانت تجربة عمرو مصطفى جادة فهو قدم كلمات والحان اصيلة مستعينا بخامة صوت ام كلثوم ليقدم عمل ابداعي اصلي قد يتفق على جودته او يختلف البعض، لكن ماذا سيفعل محسن جابر او غيره من مالكي حقوق النشر، وفنانين عندما يتعرضون لما تعرض له حسين الجسمي وعبدالحليم؟

كيف يمكن ان تتصرف شاكيرا وهي تجد نفسها تغني كامل الأوصاف لعبدالحليم حافظ؟

اسئلة كثيرة وسط زخم الفوضى التي رافقت اطلاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي فجأة دون ان ترافقها قوانين تنظم عملية استخدامها او تحمي المبدعين والناس من اثارها السيئة؟

هوليوود تتظاهر لحماية مبدعيها من هذه التطبيقات اثر حلقة مرعبة من مسلسل "بلاك ميرور" اظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي ان يدمر حياتك لمجرد انك وافقت روتينيا على شروط استخدام تطبيق ما متيحاً له استخدام صورتك.

فماذا سيفعل المبدعون العرب وضد من سيتظاهرون ان ارادوا حماية انفسهم من ال "Deep Fake" وغيرها من التطبيقات التي تنتهك صورتهم وصوتهم وتطرح بديلاً لموهبتهم، ومن سيحمي الناس من تطبيق مكن اي منحرف يشاء وضع صورتك وصوتك على اي فيديو حتى لو كان جنسياً؟!

إنها فوضى بإنتظار التقنين والتنظيم والآتي أعظم.