أيها الوطنُ الرابضُ بقلبي
كالصوانِ الأصمّ
الخالد في عقلي كالحزن العائم في بلادي
أما آن لك أنْ ترحلْ
بكلِّ ما فيك من أسىً
بكلِّ أنفاسِك الحرّى والباردة
بكلِّ شجوِك الغارق بالويلات
لم تُسمعْني يوما لحناً حلوا
موّالاً بهيجا عذبا يشجُّ أضلعي
لم تُسعد أساريري
برقصةٍ آسرة
لم ترْبتْ على كتفيّ حانياً
لم تأخذْني بأحضانك
غِبْ عني آبِداً غيبةً مصونة
أنا المُتيّم بك بلاهةً
خذ قهوتك المريرة
مُنغّصاتك الكثيرة
زفراتك الحرّى
تأفّفك المُضجر أمامي
لا أريد أن أرشف مواجعك
لا أريدُ مكوثَك معي
توجعُني بشرودِك
تتوهُ بي بعيدا
تفزعُني أحلامُك
ارحلْ كما يرحلُ الطغاة ُوالمارقون
خذْ معك شلالاتِ حنيني
بحارَ حبِّي السالفِ
صباحاتي كالحةٌ
أماسيي مُفزعة
بِتُّ الآن أمقتُك
أحيدُ عنك جانبا
لم أعد أطيق سعيرك
كم آويتني في سجونك
كم أغلقت فمي الصارخ بحبّك
زممتَ شفتيّ الباسمتين لك
كسرتَ قدميَّ السارعتين للقياك
وداعاً أبديّا شاردا أعالي القمم
مثلما ينتحر النسر العجوز ....
على قمم الجبال الصخرية العالية
حينما يشعر بعجزهِ حين يقرب موتهُ