باريس: أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك الجمعة أن "إجراءً تأديبياً" سيُطلق لاتخاذ قرار في شأن وسام جوقة الشرف الذي مُنِح سابقاً للممثل الفرنسي جيرار دوبارديو الذي يواجه دعويَين بتهمتَي الاغتصاب والاعتداء الجنسي، معتبرةً أن تعليقات دوبارديو وموقفه أمر "مخزٍ" لبلده.

وإذ ذكّرت عبد الملك في حديث إلى محطة "فرانس 5" التلفزيونية العامة بأن "وسام جوقة الشرف يعطى لإنسان، لفنان، لموقف، لقِيَم"، قالت إنها تحدثت "مع المستشار الأكبر لوسام جوقة الشرف الجنرال لوكوينتر"، وإن الهيئة المسؤولة عن منحه "ستلتئم وتُطلق إجراءً تأديبياً لتقرر ما إذا كان ينبغي أم لا تعليق وسام جوقة الشرف (الذي مُنِح لدوبارديو) أو سحبه بالكامل". وأضافت أن "القرار يعود" إلى هذه الهيئة.

ولاحقاً، وضع ديبارديو وسام جوقة الشرف "تحت تصرف" وزير الثقافة، على ما أفاد وكيلا الدفاع عنه وكالة فرانس برس في بيان.

وشكّك المحاميان بياتريس غيسمان أشيل وكريستيان سان-باليه في النهج الذي تتبعه ريما عبد الملك، متسائلين عمّا إذا كانت "توجه (...) ضربة إضافية لشخص بريء حتى تثبت إدانته".

وتساءلا عمّا إذا كان من "صلاحية" عبد الملك المشاركة في "ملاحقة الرجل" و"تشويه سمعته إعلامياً".

وكان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قلّد جيرار دوبارديو وسام جوقة الشرف عام 1996.

ويُمنح وسام جوقة الشرف الذي أنشأه نابوليون بونابرت في مطلع القرن التاسع عشر لمدنيين وعسكريين عن أعمالهم والخدمات التي قدموها لفرنسا، ومن هؤلاء عدد من الفنانين.

وينص قانون جوقة الشرف في ما يتعلق بالفرنسيين على أن "السلوك المخالف للشرف" يمكن أن يؤدي إلى توبيخ الحاصل على الوسام أو تعليق عضويته في الجوقة أو استبعاده منها.

أما بالنسبة إلى الأجانب، فيلحظ القانون إجراءً واحداً فحسب هو "تجريد" المكرّم من وسامه بموجب مرسوم موقّع من رئيس الجمهورية، وهو الرئيس الأعلى للجوقة.

ولجأ الرئيس إيمانويل ماكرون إلى هذا الإجراء عام 2017 مثلاً لتجريد المنتج الأميركي المتهم باعتداءات جنسية وبالاغتصاب هارفي واينستين من وسام جوقة الشرف الذي قلّده إياه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في مارس 2012.

وتوقعت عبد الملك أن "يقدّم جيرار دوبارديو عناصر" للدفاع عن نفسه في إطار هذا الإجراء، لكنها شددت على أهمية اللجوء إليه، رافضةً في الوقت نفسه أي شكل من أشكال "ثقافة الإلغاء" يطال الأفلام السينمائية التي شارك فيها الممثل الفرنسي البالغ 74 عاماً.

ورأت ضرورة "الاستمرار في مشاهدة الأفلام التي مثّل فيها جيرار دوبارديو"، واضافت "لن نتوقف عن مشاهدة أفلامه، ولكن في المقابل، لا أعتقد أن أحداً اليوم يريد أن يقيم أمسية تكريمية أو احتفالاً لجيرار دوبارديو... لن نزيل أفلامه من تراثنا إطلاقاً!".

وفي تصريح أدلت به في مواساك بجنوب غرب فرنسا، اعتبرت عبد الملك أن تعليقات الممثل وموقفه خلال وجوده في كوريا الشمالية عام 2018 "مخزية لفرنسا".

وكان البرنامج الاستقصائي Complement d'investigation ("كومبليمان دانفستيغاسيون") عبر محطة "فرانس 2" التلفزيونية العامة عرض في 7 ديسمبر تقريراً ظهر فيه دوبارديو خلال وجوده في كوريا الشمالية عام 2018 وهو يخاطب نساءً بطريقة مهينة للمرأة ويدلي بتعليقات جنسية صريحة في حضور مترجمة، ويعطي تلميحات جنسية تتناول حتى فتاة صغيرة تركب حصانا.

ومع أنها لاحظت أنه كان يتحدث "بلهجة المزاح والاستفزاز" في تعليقاته التي أوردها هذا التقرير، شددت على أن كلامه "غير محترم ومشين ومخزٍ لفرنسا".

وقد وُضع دوبارديو رهن التحقيق في ديسمبر 2020 في دعوى رفعتها عليه الممثلة شارلوت أرنو التي اتهمته باغتصابها مرتين في عام 2018 عندما كانت في الثانية والعشرين .

وتزامن عرض تقرير "فرانس 2" مع رفع الممثلة الفرنسية إيلين داراس دعوى أخرى على دوبارديو بتهمة الاعتداء عليها جنسياً خلال تصوير فيلم عام 2007.

وينفي الممثل هذه الاتهامات.