إيلاف من لندن: نددت عائلة جيرار دوبارديو (74 عاماً) بـ"مؤامرة غير مسبوقة" تساق ضد النجم السينمائي الفرنسي المتهم بالاغتصاب، والذي يواجه حملة انتقادات جديدة، بسبب تعليقات جنسية نُشرت على لسانه، في وثائقي عُرض أخيراً في فرنسا.
وأشعلت اتهامات بالتحرش الجنسي، فضلاً عن لقطات بُثت حديثاً لدوبارديو وهو يدلي بتعليقات فاضحة، جدلاً واسعاً حول التمييز ضد النساء والعنف الجنسي في السينما الفرنسية. وجردت بلدية بلجيكية السبت دوبارديو من لقب المواطن الفخري جراء هذه التعليقات المتحيزة ضد النساء.

مؤامرة غير مسبوقة
وقال عدد من أفراد عائلته، بينهم ابنته الممثلة جولي دوبارديو، في رسالة نشرتها صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية، اليوم الأحد: "بالطبع، كثيراً ما نُصدَم بتعليقات جيرار، لكن والدنا/ جدنا/ عمنا أصبح هدفاً لمؤامرة غير مسبوقة". وأعرب أفراد العائلة عن استيائهم من "الغضب الجماعي" ضد الممثل، قائلين إنه "في مجالسه الخاصة، مع أبنائه، هو شخص مفعم بالخفر والحساسية، وحتى الحشمة الزائدة!".

تعليقات جنسية
ويواجه دوبارديو حملة انتقادات واسعة بسبب تعليقات جنسية نُشرت على لسانه في وثائقي عُرض أخيراً في فرنسا. وأظهر وثائقي حمل عنوان "سقوط الغول"، بثته قناة "فرانس 2" الفرنسية العامة في 7 كانون الأول (ديسمبر)، مقاطع للممثل خلال رحلة عام 2018 إلى كوريا الشمالية.
ويُبيّن الوثائقي دوبارديو يدلي بتعليقات متكررة تنطوي على تلميحات جنسية صريحة بحضور مترجمة، كما طاولت إيحاءاته الجنسية التي أظهرها الوثائقي فتاة صغيرة تركب حصاناً.

تحرش جنسي
فضلاً عن ذلك، اتهم دوبارديو بالاغتصاب في عام 2020، كما واجه 13 اتهاماً بالتحرش الجنسي أو الاعتداء، وكلها اتهامات ينفيها الممثل.

وانتقد محاميا الممثل الوثائقي في بيان السبت، قائلَين إنه "برنامج مثير للجدل ومشكوك فيه يبث مجموعة صور التُقطت في المجال الحميم والخاص".

كيبيك وبلجيكا: تجريد من اللقب
وجردت مقاطعة كيبيك الكندية الأربعاء دوبارديو من أعلى وسام له بسبب تصريحاته "الفاضحة" ضد النساء في تقرير قناة "فرانس 2".
لكن بلدية إيستايمبوي البلجيكية أعلنت أنها ألغت اللقب الممنوح لدوبارديو عندما كان يعيش هناك في عام 2013. وقالت السلطات المحلية إن تعليقات الممثل التي بثها التلفزيون "تتعارض مع القيم التي تروج لها بلدية إيستايمبوي".

ويأتي القرار البلجيكي غداة إدانة وزيرة الثقافة الفرنسية لسلوك دوبارديو.

فرنسا: إجراء تأديبي
ووصفت وزيرة الثقافة ريما عبد الملك هذا الأسبوع تعليقات النجم السينمائي بـ "المخزية" لفرنسا، مشيرة إلى احتمال تجريده أيضاً من وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام في البلاد. وقالت الوزيرة الفرنسية إنه تم اتخاذ "إجراء تأديبي" لتحديد ما إذا كان سيتم تجريده من أعلى وسام في البلاد.

وقال محاميا النجم السينمائي الفرنسي إنه وضع جائزة وسام جوقة الشرف التي حصل عليها في تصرف الوزيرة.

إعدام إعلامي
ومع ذلك، أشار هذان المحاميان، بياتريس غيسمان أشيل وكريستيان سان باليه، في بيان إلى أن خطوة مماثلة يمكن أن توجه "ضربة أخرى لمبدأ قرينة البراءة الذي يُحتضر بالفعل".

كما تساءل المحاميان عما إذا كان جزء من دور عبد الملك المشاركة "بزخم كبير في عملية المطاردة" و"الإعدام الإعلامي" الذي يقولان إن موكلهما يتعرض له.

ونفى الممثل، الذي يزخر سجله السينمائي بأكثر من مئتي دور، ارتكاب أي مخالفات.

وأمام الجدل المتزايد في فرنسا، ذكرت وسائل إعلام بلجيكية أن دوبارديو عاد ليعيش في بلجيكا في قرية قريبة من الحدود الفرنسية.

وتعرّض انتقال دوبارديو إلى بلجيكا في عام 2012 لانتقادات شديدة في وطنه حيث كان يُنظر إليه على أنه وسيلة للتهرب من النظام الضريبي الفرنسي.