الصناعات التقليدية التونسية من الفولكلور الى العصرنة
إيهاب الشاوش من تونس
تشهد الصناعات التقليدية في تونس منذ سنوات قليلة استفاقة ربما ستمكنها خلال الأعوام القليلة القادمة من لعب دور محوري في الاقتصاد التونسي خاصة امام تنامي المنافسة الشرسة في القطاعات الأخرى كالسياحة و تصدير زيت الزيتون و قطاع النسيج العصري. فهذا القطاع يشغل اكثر من 300 الف حرفي و يساهم ب11بالمائة من اليد العاملة النشطة و يحقق 2.19% من الصادرات الجملية لتونس، فيما يبلغ عدد المؤسسات الحرفية المسجلة الى نهاية 2004، 835 مؤسسة. و بلغة الأرقام دائما، فقد تمكن هذا القطاع من سنة 1998 الى نهاية 2004 من احداث 9500 موطن شغل في حين بلغت القروض الصغيرة المسندة من قبل الجمعيات التنموية،5.86 مليون دينار من 1998 و الى غاية 2004.
غير ان هذه الأرقام لا يجب ان تحجب الأزمة التي عانى منها القطاع منذ سنوات عديدة و دفعت بشكل مباشر اما الى اندثار بعض الحرف او حصر البقية القليلة في إطار الفلكلور. العديد من الحرفيين هاجروا بدورهم هذا القطاع لأنه لم يعد يسدد رمق العيش.
و بالعودة الى الوراء نرى ان فتيل أزمة هذا القطاع اشتعل منذ الفترة الاستعمارية حيث شهد المجتمع التونسي طرق لباس دخيلة آنذاك و اهمل القطاع من السلطات الفرنسية و لم يتحسن الوضع حتى بعد الإستقلال في ما جاءت الحلول المتلاحقة quot;ترقيعيةquot; بالأساس و بتفاوة بين الحرف كالذهب و المعادن و النسيج.
ضخ دماء نقية في هذا القطاع و تسليط الضوء على معوقاته كانت محور دراسة قام بها مؤخرا الديون التونسي للصناعات التقليدية. فهل سيخرج قطاع الصناعات التقليدية من جلباب الفولكلور؟
أهمية القطاع
سلطات الإشراف في تونس بدت واعية بالأهمية المستقبلية لهذا القطاع، حيث أكدت أشغال المجلس الوطني للصناعات التقليدية في دوراته المتتالية قيمة الدور الاقتصادي للصناعات التقليدية وقدرة هذا القطاع على التاقلم مع الاوضاع المستجدة تحت رزج العولمة الاقتصادية الهامة في مجال التجارة والمنافسة. كما لفتت الانتباه الى ضرورة الحرص على مزيد تطوير القطاع ودعم مؤسساته حتى يتمكن من الحفاظ على مكاسبه من جهة, ويواصل النهوض بالانتاج ويوسع من ارضية مواطن الشغل في هذا المجال الذي يتسم بخصوصية المنتوج وتميزه.
و قد أكدت دراسة للديوان التونسي للصناعات التقليدية أن القطاع له ثلاثة أبعاد، اقتصادي، و اجتماعي و ثقافي حضاري، كما يساهم بـ 3,81 % في الناتج الداخلي الخام. كما بلغت قيمة صادرات الصناعات التقليدية التونسية سنة 2000 حوالي 150 مليون دولار.
آفاق واعدة
و استنتجت الدراسة ان هذا القطاع يحمل آفاقا واعدة ويمكنه أن يلعب دورا أساسيا في التنمية الإقتصادية الشاملة وهو بذلك قطاع عصري ومستقبلي باعتبار قدراته المتصلة بثراء التراث الوطني وتواجد البحوث المتطورة والمستمرة في مجال الإبتكار اضافة الى توفر مهارة وخبرة الكفاءات في استخدام مواد جد متنوعة أمام أسواق محلية ودولية واعدة وشغوفة لمنتجات يدوية متميزة وذات جودة،
استراتيجية تنمية القطاع
الدراسة طرحت أيضا جملة من النقاط للنهوض بالقطاع من ذلك، تأهيل العاملين في القطاع و رسكلة الموارد البشرية وتجديدها، وتحسين جودة المنتوجات و التعامل مع الأسواق...و ترى الدراسة الإستراتيجية أن إمكانات تطوير القطاع تقوم على توفر عناصر متكاملة ، و هي السوق و جودة المنتوج و الكفاءة الفنية و إتقان الحرف ,و إحداث آليات التمويل حسب حاجيات الحرفيين والمساندة المؤسساتية و الخدمات الفنية الموجهة لتعصير القطاع . كما اكدت الدراسة على ضرورة تمكين القطاع من منظومة الإعلام و تكنولوجيات الإتصال...
عصرنةالقطاع
عصرنةالقطاع و تمويل الحرفيين و إحداث بوابة واب كان أهم ما أوصت به الدراسة الإستراتيجية حول الصناعات التقليدية و ذلك حتى يتسنى لهذا القطاع تحقيق طموحاته و الذهاب اشوطا واعدة وفاعلة في الاقتصاد التونسي المستقبلي بصفة خاصة، و في مختلف مجالات التنمية، بصفة عامة.
التعليقات