خمسة ملايين موظف غاضبون، وتصعيد في الأفق
إضراب عام يشلّ الجزائر، وأزمة الخبز تطلّ مجددا
كامل الشيرازي من الجزائر
بعد أقل من شهر عن تسوية جزئية لمشاكل الخبز والحليب والوقود والرواتب، وفي أعقاب 48 ساعة من إضراب طال قطاع التربية والتعليم، عادت الجبهة الاجتماعية في الجزائر للغليان مجددا عبر إضراب شامل شنته، الثلاثاء، 12 نقابة مستقلة، ما أدى إلى شل القطاع الوظيفي العام الذي يستوعب خمسة ملايين مستخدم، بالتزامن، أطلت أزمة الخبز، هي الأخرى، حيث عمد 12 ألف خباز في الجزائر إلى شن إضراب عام عن العمل وشل جميع مخابز البلاد، ما يهدد بإفراز نتائج وخيمة على وضع اجتماعي بات يسوء أكثر فأكثر في ظلّ عجز الحكومة الجزائرية عن منح وصفات ناجعة.
وقال النقابات المستقلة أنّها لن تكفي بالإضراب، وقد تلجأ إلى تصعيد الموقف، ما لم تعيد الحكومة النظر في شبكة الأجور الجديدة، وأكد quot;مزيان مريانquot; منسق تنسيقية نقابات الوظيف العمومي في تصريح لـquot;إيلافquot;، إنّ الإجراء أتى كحتمية بعد تدهور الأوضاع وعد استجابة الحكومة لمطلب فتح الحوار الذي دعت إليه النقابات، وحوّل الإضراب مختلف المرافق الحكومية والإدارات العامة من المستشفيات والجامعات إلى الجمارك والمطارات، إلى شبه صحراء خالية بفعل نسبة الامتناع العالية عن العمل، وهو ما من شأنه وضع رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم في حرج شديد، ويجعل رهان امتصاص غضب الجبهة الاجتماعية أكثر صعوبة.
ورأى عمداء النقابات في تصريحات لـquot;إيلافquot;، إنّ النقطة الاستدلالية التي اعتمدت عليها الحكومة في إعداد مشروع شبكة الأجور الجديدة، لم تستجب لتطلعات الموظفين الجزائريين، في وقت تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعا رهيبا.
في الشق المتعلق بالخبز، ورغم تأكيدات الحكومة أنّها ستستمر في دعم الخبز، مشددا إنّ سعر الأخير لن يتبدل، تبعا لمواصلة السلطات دعمها سعر القمح الناعم الذي يستخدم في إنتاج الطحين، إلاّ أنّ جمهور الخبازين أوقفوا نشاطاتهم في عموم المحافظات، وأغلقوا المخابز، متذرعين بندرة مادة القمح اللين، وارتفاع أسعاره.
وقال quot;معمر هنتورquot; رئيس اللجنة الجزائرية للخبازين، في تصريح لـquot;إيلافquot;، إنّ أصحاب المهنة يشعرون بالتهميش والإقصاء، كما لم يلمسوا أي خطوة ايجابية من السلطات، رغم اللقاءات المتكررة التي جمعت الطرفين حول طاولة الحوار لإيجاد حل جدي لمشكل بقي قائما منذ أحد عشر سنة، خصوصا مع غياب دعم الدولة للخبازين، فرض على ألفي خباز تطليق مهنتهم ( ما يمثل 20 بالمائة من إجمالي الخبازين)، خصوصا بعد تراكم الديون التي أثقلت كواهلهم.
ونجم عن أزمة الخبز هذه، ارتفاع أسعار الخبز والقمح اللين في السوق السوداء، حيث تعدى ثمنها 190 ألف دينار إلى 220 ألف دج للقنطار الواحد، ما ينذر بأكثر احتدام وسخونة خلال الفترة القادمة.
وفي موقف سيزيد من حجم الاحتقان، أعلن وزير التجارة الجزائري quot;الهاشمي جعبوبquot; إنّ حكومة بلاده ستغلق كل المخابز التي ستلجأ إلى رفع أسعار الخبز، متوعدا أيضا بغلق كل المطاحن التي سترفع أسعار quot;القمح الليّنquot;.
وصرّح جعبوب للتليفزيون الحكومي، إنّ وزارته ترفض جملة وتفصيلا المطالب والحجج التي تقدمت بها لجنة الخبازين، مضيفا أن ممثلي الخبازين قدّموا، بحسبه، مبررات ضعيفة وحجج واهية لتبرير مشروعية مطالبهم.
- آخر تحديث :
التعليقات