الرئيس الأميركي يوقع خطة الإنقاذ بعد إقرارها من مجلس النواب

رئيس الوزراء الفرنسي: العالم quot;على حافة الهاوية quot;

عندما تختفي الثقة يظهر القلق
دروس الأزمة الإقتصادية الراهنة... الأغنياء فقط يستفيدون!

واشنطن-باريس: اعتبر الرئيس بوش في خطابه الأسبوعي السبت أن تصويت الكونغرس لصالح خطة إنقاذ الأسواق المالية هو الخيار الصحيح بالنسبة للاقتصاد ولدافعي الضرائب الأميركيين وأن التشريع الذي أقره الكونغرس يوفر الأدوات اللازمة لمواجهة المشكلة الأساسية في النظام المالي الأميركي. وقال quot;جذور المشكلة تكمن في أن الأصول التي تملكها المصارف فقدت قيمتها، وقيّدت إمكانية منح قروض للمستهلكين الأمر الذي أدى إلى صعوبة حصول المستهلكين والمشاريع التجارية على القروضquot;.

وأشاد الرئيس بوش بتضافر جهود المشرعين الأميركيين من الحزبين في هذه الفترة بالذات التي تشهد سباقا انتخابيا نحو البيت الابيض. وقال quot;انه لولا اتخاذ القرار الحاسم لإنقاذ المؤسسات المتعثرة، لهددت أزمة القروض اقتصادنا بمجمله. ونتيجة لهذا القانون تستطيع الحكومة مساعدة المصارف والمؤسسات المالية على الاستمرار في منح القروض. كما سيسمح القانون بتوفير رأس المال الضروري لخلق وظائف ودفع الرسوم الجامعية، وتمكين الأسر الأميركية من مواجهة حاجاتها اليوميةquot;.

وشدد الرئيس بوش على أن مبلغ الـ 700 مليار دولار التي ينص التشريع عليها هو مبلغ كبير بالفعل إلا أن التكلفة النهائية على دافعي الضرائب اقل من ذلك، وقال موضحا quot;معظم الأصول التي ستشتريها الحكومة لها قيمة أساسية ، وبمرور الوقت فأنها حتما سترتفع أثمانها مما يعني أن الحكومة في نهاية المطاف ستسترد الكثير من النفقات أن لم يكن جميعهاquot;.

وفي باريس، رحبت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد السبت بإقرار مجلس النواب الأميركي خطة الإنقاذ المالي وطالبت بتطبيقها quot;هذا خبر سار للغاية ويتوجب عليهم الآن العمل على تطبيق الخطة على الأرض، و من الواضح أنها ساهمت بتعزيز الثقة في آلية عمل الأسواق المالية الدولية ونأمل في أن تظهر آثار هذه الخطة سريعاً على الساحة الاقتصادية.quot;

قمة رباعية مصغرة في باريس

وبدأتفي باريس القمة المصغرة لاربع دول اوروبية اعضاء في مجموعة الثماني لبحث الازمة في حضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون. وانعقدت القمة الساعة 16:35 بالتوقيت المحلي (16:35 ت غ). وقالت المستشارة الالمانية لدى وصولها الى قصر الاليزيه الى جانب ساركوزي quot;انا مسرورة جدا بان نلتقي للتحضير لاعمال مجموعة الثماني ولمناقشة الاوضاع في بلداننا المختلفةquot;. واضافت quot;نحن متوافقون في هذه المرحلة الصعبة على ضرورة ان تتحمل الدول الاوروبية مسؤولياتها، وكذلك ان يتحمل من تسببوا بالخسائرquot; مسؤولياتهم.

واكدت ميركل ايضا انها ستناقش مع نظرائها خلال هذه القمة المصغرة اتخاذ quot;مزيد من التدابير الوقائيةquot;، مؤكدة انه quot;يجمعنا مستوى عال من التوافق والتفهم لضمان عدم تكرار كل ذلكquot;. وقال ساركوزي الذي ينظم هذه القمة المصغرة quot;كل ما قالته السيدة ميركل انا موافق عليه تماماquot;.

واضاف quot;لا بد من رد عالمي على مشكلة عالمية. وفي عالم اليوم، على اوروبا ان تجاهر بارادتها تقديم حل. هذا يطمئن الجميعquot;. من جهته، اعتبر براون ان الرسالة التي يجب ان يوجهها هذا الاجتماع ان quot;اي مصرف قوي ومتين ينبغي الا يعلن افلاسه بسبب نقص السيولةquot;. واضاف quot;على كل بلد ممثل هنا اليوم ان يقوم بما هو ضروري لضمان استقرار النظام وسلامة المؤسسات في بلدانناquot;.

وقرر الرئيس الفرنسي ان يجمع في باريس قادة الدول الاوروبية الاربع الاعضاء في مجموعة الثماني التي تضم المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا، في محاولة لبلورة رد مشترك على الازمة المالية التي يعانيها الاقتصاد العالمي. ويشارك ايضا في الاجتماع رئيس المصرف المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه ورئيس يوروغروب جان كلود يونكر ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو.

وقبيل القمة المصغرة، استقبل ساركوزي في الاليزيه المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان الذي صرح على الاثر quot;يجب ان نوجه رسالة الى الاسواقquot; مفادها ان الدول الاوروبية لن تتصرف quot;كلا بمفردهاquot;. واضاف quot;الرئيس ساركوزي يريد تنسيقا بين الاوروبيين. يريد ردا جماعيا. يريد تجنب غياب التضامن بين الاوروبيين. هذا الرد هو الصحيحquot;.

ميركل ترى أن على كل دولة أن تتحمل مسؤولياتها

ورأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان على كل دولة ان quot;تتحمل مسؤولياتها على المستوى الوطنيquot; في مواجهة ازمة المصارف، وانما من دون الاضرار بمصالح الدول الاوروبية الاخرى. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك quot;على كل دولة ان تتحمل مسؤولياتها على المستوى الوطنيquot;. لكنها شددت على وجوب ان تحترم خطة الانقاذ التي يقررها كل بلد قواعد المنافسة الشريفة بين المصارف الاوروبية.

وابدت ميركل quot;عدم رضاهاquot; عن قيام الحكومة الايرلندية بمنح ضمانات لعدد من المصارف الايرلندية الكبرى. واضافت quot;سبق ان طلبنا من المفوضية الاوروبية والمصرف المركزي الاوروبي اجراء مباحثات مع ايرلندا. من المهم التحرك في شكل متوازن وعدم التسبب بخسائر بين البلدان، ينبغي القيام بخطوات تحترم المنافسةquot;.