أمهلت المتعاملين شهرين لتحديد هويات زبائنهم
الجزائر تبدأ خطة لإعادة تنظيم قطاع الهاتف الخلوي
كامل الشيرازي من الجزائر
بدأت السلطات الجزائرية، خطة جديدة لإعادة تنظيم قطاع الهاتف الخلوي في البلاد، وقال رئيس مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية quot;محمد بلفوضيلquot;، إنّ السلطة باعتبارها الجهة المشرفة على القطاع، قامت بإخطار متعاملي الهاتف النقال الثلاثة quot;أوراسكوم المصرية-الوطنية الكويتية والجزائرية للاتصالاتquot;، أنّ أمامهم 60 يوما لتحديد هوية جميع زبائنهم في أجل أقصاه نهاية شهر أبريل/نيسان المقبل، تمهيدا لإعداد دليل هاتفي لزبائن الهاتف النقال هناك.
وأتى الإجراء المستحدث بعد ست سنوات على فتح الهاتف الخلوي أمام المنافسة، وجاء ليضع حدا لفوضى الشرائح التي تجهل هويات أصحابها، وما واكب ذلك من تباينات وحديث عن 3 ملايين مشترك وهمي، وأبدى مسؤول مجلس سلطة ضبط البريد و الاتصالات السلكية واللاسلكية، حرص الجزائر على quot;تطهير القطاعquot; معلّقا:quot;لم نلجأ لحد الآن إلى استعمال الخشونة بسبب المقتضيات الاقتصاديةquot;.
ويبلغ إجمالي عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الجزائر 28 مليونا، بعدما كان لا يتعدّ 86 ألف مشترك قبل ثماني سنوات، ما يجعل الجزائر الثانية عربيا بعد مصر، كما ارتفع رقم أعمال سوق الإتصالات الجزائرية إلى مستوى 5 مليارات دولار وهو ما يمثل 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للجزائر.
ويرى مراقبون، إنّ مرحلة ما بعد إلغاء الشرائح التي لم تحدد هويات مستعمليها، ستحدد على وجه دقيق وعاء كل متعامل، بعدما ظلت المسألة رهينة حرب كلامية بين إدارات أوراسكوم والوطنية بجانب الجزائرية للاتصالات، وتشكيك إدارات كل واحدة منها في عدد مشتركي منافساتها، علما إنّ quot;جازيquot; (العلامة التجارية لأوراسكوم تيليكوم) تتصدر اللائحة بـ14 مليون مشترك، متبوعة بـمؤسسة quot;موبيليسquot; للهاتف النقال التابعة quot;للجزائرية للاتصالاتquot;، التي تمتلك حوالي 7 ملايين مشترك، فيما تكتفي نجمة (العلامة التجارية للوطنية) بمليونين فقط، ما يجعلها متأخرة عما حققته quot;أورسكومquot; وquot;موبيليسquot;، علما إنّ أوراسكوم تشغل 35 ألف موظف، وتتوفر على أكبر محول مكالمات بمسافة 23 ألف كيلومتر إضافة إلى 6500 هوائي استقبال، كما يتّم تسجيل 150 ألف مكالمة يوميا، إضافة إلى 21 مليونا كعملية تعبئة شهريا، مع الإشارة إنّ رقم أعمال المجموعة المصرية صار بنحو 1.8 مليار دولار.
وكانت وزارة البريد وتكنولوجيات الإتصال الجزائرية، أعلنت قبل شهر، إنّ معدل الكثافة الهاتفية بالجزائر بلغ 73 بالمائة، ما يرشح الجزائر لاستباق الأفارقة في ميدان الاتصالات الهاتفية، علما إنّها تتواجد بين ثلاثة بلدان إفريقية في صدارة القارة السمراء رغم شساعة مساحتها الجغرافية، علما أنّ عدد المشتركين في الهاتف بالجزائر، صار بحدود 27.53 مليون مشترك، بنسبة تغطية بلغت 81.5 بالمائة، وهو ما يعد معطى هام مقارنة مع دول الجوار.
وقالت بيانات رسمية حديثة، إنّ الاستثمارات المباشرة الأجنبية في ميدان الاتصالات بلغت أكثـر من خمس مليارات دولار، ما يضع الجزائر ضمن الدول التي اكتسبت دراية وإمكانات كفيلة بفتح السوق بصورة أكبر على المنافسة، وقد توقعت مجموعة المرشدين العرب توقعت مؤخرا، أن تتجاوز عوائد الاتصالات الخلوية والثابتة في الجزائر تتجاوز 4.7 بليون دولار في 2011، مقارنة بحوالي 4.1 بليون دولار العام الماضي، واعتبرت إنّ خصخصة شركة اتصالات الجزائر الحكومية المتوقع في 2008 سيساهم في زيادة الاستثمار والعوائد في واحدة من أكبر أسواق الاتصالات العربية.
التعليقات