هادي بن عايض من الكويت
قال ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله بن الحسين أن الإمكانات الكامنة في بلدان العالم الإسلامي والتي لم تستغل بعد ما زالت كبيرة فالدول السبعة والخمسون الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لديها ناتج محلي إجمالي لا يزيد على ربع الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا بل لا يزيد على الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا وحدها. كما أن حصتها من التجارة العالمية ما زالت بسيطة ,مؤكدا أن لدي الدول الاسلامية جميع الأصول والموجودات التي تحتاجها ليتغير هذا الواقع فمواردنا مجتمعة وموقعنا الجغرافي الاقتصادي يجعلان العالم الإسلامي مفتاح كل قضية اقتصادية رئيسية.
وأضاف الملك عبدالله خلال كلمته أمام المنتدى الاقتصادي الذي يقام في الكويت أننا نستند إلى تاريخ إسلامي عريق في مجالي ممارسة الأعمال بحرية وجرأة والإقبال على التعلم من خبرات وتجارب الآخرين ووحدتنا في الإسلام بالإضافة إلى قيمه العظيمة وغاياته النبيلة التي تمكننا وتقوي عزائمنا في هذا المضمار ولقد حان الوقت الآن لنعمل معا ولتوجيه ما لدينا من أصول وموجودات وتنظيمها.
وزاد الملك أن نصف من يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلادهم فلا يقتصر الأمر على خسارتنا لما يتمتعون به من خبرات تشكل مفتاحا لمستقبل الأعمال والعلوم والتعليم وأولويات محلية أخرى ,بل يتجاوز ذلك إلى خسارتنا ما يتميزون به من معرفة تخص بيئتهم المحلية وهذه المعرفة تشكل معينا لفهم الواقع الثقافي والوطني ونحن بحاجة إليها للمضي في مسيرة التنمية وفق حاجات شعوبنا ولضمان نجاح هذه المسيرة علينا أن نضع حدا لدائرة الهجرة هذه.

واستطرد لقد اتخذت غالبية بلداننا خطوات جريئة للعمل على تقدم النمو ذي التوجه التجاري الذي ينهض به القطاع الخاص وعلى تقدم الوظائف ومظاهر التنمية التي يولدها هذا النوع من النمو ,ولكن حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا وحتى نستطيع بصدق مساعدة شعوبنا على تحقيق تطلعاتها علينا أن نقوم بالمزيد أيضا لإطلاق طاقات وإمكانات الفئات المبدعة لدينا .مشيرا إلى أن ذلك يعني إعادة العمل بتقاليد رعاية الإبداع في العالم الإسلامي فعلى حكوماتنا وشركاتنا وقادة التنمية في بلداننا أن يدعموا الإبداع وفق ذات النهج المتبع لدعم البنى التحتية وجذب الاستثمار.

وأضاف قبل قرون عدة كان للتجربة الإسلامية في مجال الأعمال دورها في النهوض بالتجارة إلى نطاق عالمي وبرز مفكرون مسلمون رواد في علم الاقتصاد ونحن نعرف كيف نحقق النجاح فالتراث والوعد مجتمعان هنا في هذه القاعة في رجال الأعمال والخبراء والمسؤولين الذين يتطلعون إلى الأمام وفي قادة المجتمع المحلي.وقالquot;إنكم أنتم وزملاؤكم في أرجاء العالم الإسلامي من سيقوم بإيجاد البدائل لشبابنا البدائل المتمثلة بالقوة لا العجز وبتوافر الفرص لا الإحباط من انعدامها وبالأمل لا الغضبquot;.

وقال الملك عبدالله أنتم من سيقوم باستعادة التقاليد الإسلامية العظيمة في مجالات العلوم والبحث العلمي والإبداع عاملين على إيجاد بيئة تدعم العقول الشابة وتشجعها وأنتم أيضا من سيوفر مستقبلا عنوانه التقدم العالمي الحقيقي مستقبلا يشرك جميع البلدان والثقافات.