خالد الزومان: مضى على العالم سنتان ونيف منذ اشتعال أزمة الائتمان المالية العالمية، وعلى الرغم من تأثيراتها على دول وشركات متعددة الجنسية بأحجام الدول ومساهمتها في إبطاء عجلة النمو الاقتصادي عالمياً، إلا أنه وكما هو معتاد لا بد من مستفيد لتلك الأزمة كون quot;مصائب قوم عند قوائم فوائدquot;.وربما تأتي البنوك السعودية في طليعة الممكن استفادتها من تداعيات الأزمة العالمية وما تبعها من أزمات خاصة في الإمارة الحلم quot;دبيquot;، وذلك بسبب سياسات التحفظ التي تتبعها مؤسسة النقد العربي السعودي والبنوك السعودية في ظلالها والتخوف من الانفتاح تجاه عمليات اقراضية غير مأمونة.


صحيح أننا نعاني من فقدان المعلومة للبنوك وارتباطاتها بالأزمات العائلية ومن بعدها أزمة دبي في الوقت الراهن، إلا أن التأكيدات من قبل مؤسسة النقد بعدم تشكيل تلك التعثرات مخاطر على النظام المصرفي في البلاد، وبأن إنكشاف البنوك السعودية على مجموعة دبي العالمية والشركات التابعة لها محدود جدا، ولا يتخطى نسبة 2 بالألف من الميزانية المجمعة للقطاع المصرفي، قد حدت قليلاً من السلبيات المرتبطة بضبابية المعلومات حول quot;كمquot; الارتباط بتلك الأزمات المتلاحقة إلى جانب الأزمة المالية العالمية.


أرى أن المصارف السعودية تعتبر الأكثر تماسكا في المنطقة ما يجعلها تمتلك المقدرة على تعزيز استقطاب الاستثمارات الخارجية من جهة، والاتجاه نحو استحوذات جديدة بالمثال مع ما فعلته بنوك quot;باركليز البريطانيquot; واستحواذهما على quot;ليمان براذرزquot; رابع أكبر مصرف استثمار في الولايات المتحدة بعد أن أشهر هذا الأخير إفلاسه، وصفقة القرن لـ quot;بنك أو أميركاquot; بدفع 50 مليار دولار لابتلاع عملاق الاستثمارات الأمريكي quot;ميريل لينشquot; بعد تحقيقه خسائر تفوق 50 مليار دولار جراء أزمة القروض العالية المخاطر، وذلك بفضل المزايا التي يحظى بها القطاع المصرفي في المملكة وبدعم السياسات المالية والنقدية من قبل مؤسسة النقد.


في اعتقادي أن القطاع المصرفي في السعودية التي خصصت لمواجهة أسوأ الكوارث الممكنة للعام الجاري حتى نهاية الربع الثالث ما يقارب 6 مليارات ريال، يملك الكثير من المقومات والمزايا للاستفادة من التعثر في الكثير من الاقتصاديات العالمية، والتي ربما لن تتكرر قريباً في ظل التحسن الملحوظ الذي تعيشه الاقتصادات العالمية، وهنا تبقى الكرة في ملعب الإدارات التنفيذية للبنوك، وسيتبين كيف سينظرون إلى تلك الأزمة وكيف ستنعكس على قوائمهم المالية المقبلة.
bull; وقفة:
أيام قليلة تفصلنا عن الحكم على توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع لرسم خارطة الفترة المقبلة من الحياة الاقتصادية في المنطقة الشرقية، وعلى الرغم من اختلاف الأجندات المتوافرة إلا أن صوت الناخب يعتبر أمانة لما تمثلة الغرفة من تأثير على مستويات الحياة المختلفة اقتصاديا واجتماعياً ، ويا ناخب quot;أنت وضميركquot;