تغطية واسعة وحالة كبيرة من الاهتمام أبدتها صحف أميركية وبريطانية تجاه الخطوة التي اتخذتها اليوم حكومة أبوظبي لإنقاذ شقيقتها دبي، بقيامها بضخ مبلغ قدره عشرة مليارات دولار، لسداد ما عليها من التزامات فورية. فمن جانبها، قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن هذا الإعلان الذي وصفته بـ quot;المنعطف المثيرquot; أتى ليثير التساؤلات من جديد بخصوص الضمانات التي حصلت عليها أبوظبي مقابل إقدامها على تلك الخطوة.

إعداد أشرف أبوجلالة: تلفت صحيفة التلغراف البريطانية إلى موجة التكهنات التي أثيرت خلال الآونة الأخيرة في ما يتعلق بأنها ستسعى إلى السيطرة على أصول quot;شركة دبيquot;، مثل شركة طيران الإمارات، رغم أن المقابل الذي يرجحه محللون هو حدوث درجة أكبر من التكامل السياسي في ما بينهما.

وتردف الصحيفة بالتأكيد على أنه، وبغض النظر عن الثمن السياسي، إلا أنها بثّت أجواءً من الارتياح داخل الأسواق. كما حرصت في الوقت نفسه على إبراز الحقيقة، التي تقول إن حجم ومصدر هذا الإنقاذ هما أكبر المفاجآت في تلك الخطوة. ولفتت إلى أن صندوق الدعم، الذي أنشئ في وقت سابق من هذا العام، قد تلقى بالفعل مبلغاً قدره 10 مليارات دولار من البنك المركزي، وقام بتجميع مبلغ آخر قدره 5 مليارات دولار من بنوك مملوكة لأبوظبي، في الوقت نفسه الذي تم الإعلان فيه عن صفقة quot;تجميد الديون الطوعيةquot;.

وفي سياق ذي صلة، تنقل الصحيفة عن مصدر حكومي تأكيده أن جميع الدائنين سيحظون بمعاملة quot;متساوية وعادلةquot;، وأنهم لن يولوا الأفضلية للشركات المحلية. وفي بيان له عبر البريد الإلكتروني، أكّد البنك المركزي الإماراتي quot;موقفه الداعم للمصارف الإماراتية، بما فيها تلك التي تتعرض لمشكلات مجموعة quot;دبي العالمية وشركة نخيلquot;.

أما صحيفة التايمز اللندنية، فأشارت في سياق تقرير مطول أعدته اليوم، إلى تسجيل كل من بورصة لندن ومصرفي ستاندرد تشارترد ورويال بنك أوف سكوتلاند، أفضل أداء صباح اليوم في سوق لندن للأوراق المالية، الذي شهد حالة من الانتعاش، عقب الخطوة التي أعلنتها حكومة أبوظبي. ومضت الصحيفة لتبين أن بورصة لندن كانت أكبر الرابحين بنسبة وصلت إلى 7%، ( 49.5 نقطة)، عند 744 نقطة.

كما ارتفعت أسهم ستاندرد تشارترد، المعروف بأنه أكبر المقرضين لدبي ومجموعة دبي العالمية الحكومية، بمقدار 74 نقطة أو 4.9 % إلى 15.83 إسترلينيا، كما ارتفعت أسهم مصرف رويال بنك أوف سكوتلاند، بنسبة 3.8 % أو 1.17 نقطة إلى 31.73 نقطة. وقالت الصحيفة إن خطوة الإنقاذ هذه جاءت لتجنب دبي الدخول في معركة قانونية طويلة ومريرة مع حملة السندات الدوليين، الذين كانوا يودون المطالبة ببعض أصول المدينة الثمينة في الخارج، إذا ما تخلفت quot;نخيلquot; عن السداد.

بينما أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في سياق تقرير لها عن تلك الخطوة، حقيقة التأثير الإيجابي الذي خلّفه هذا الإعلان على أسواق الأسهم المحلية، بإشارتها إلى الانتعاشة التي شهدتها الأسهم، بمجرد رواج الخبر المتعلق بتمويل أبوظبي للشقيقة دبي. ونقلت الصحيفة في سياق حديثها عن سعود مسعود، رئيس قسم الأبحاث في يو بي اس إيه جي في دبي، قوله quot; أعتقد أن أبوظبي شاهدت رد فعل السوق السلبي تجاه الأخبار المتعلقة بإعادة جدولة ديون شركة نخيل على مدار أيام عدة، وربما قررت أنها شاهدت بما فيه الكفاية. ويمكنني القول هنا إن ضغوط السوق ربما لعبت دوراً في الوصول لتلك النتيجة، فبينما لن تقوم حالة الارتياح الكبرى على المدى الزمني القصير بمعالجة المخاطر النظامية، فإن المسؤوليات الأخرى ستبقى معلقةquot;.

وفي الختام، أعدت صحيفة النيويورك تايمز تقريراً مطولاً، تلقي فيه الضوء على الانتعاشة التي طالت الأسواق العالمية، وبخاصة الآسيوية، بعد الإعلان صباح اليوم عن خبر تدخل أبوظبي في أزمة ديون دبي. وأكدت كذلك أنها أثارت البهجة في نفوس المستثمرين، الذين كانوا يخشون من العواقب التي ستترتب على تعثر مجموعة دبي العالمية.

وتنقل في هذا الإطار عن داريوس كووالتشيك، كبير خبراء استراتيجيات الاستثمار في أسواق SJS فى هونغ كونغ، قوله quot;كان هذا الخبر بمثابة المفاجأة الكبرى بالنسبة إلى الأسواق. فقد كنا نتأهب اليوم لعدم قيام دبي بدفع المبلغ المستحق عليها. أما الآن، فقد قالوا إنهم سيدفعون. وهذا أمر إيجابي بكل تأكيد بالنسبة إلى ثقة المستثمرينquot;.