غداً اليوم الفصل في أزمة ديون نخيل العقارية وينتظر دائنوها قرارتها أكانت بالتسديد أو الإرجاء، علماً أن أمامها فترة سماح تتجاوز أسبوعين، وتقدر قيمة سنداتها بـ 3.52 مليار دولار.

دبي: هطلت أمطار غزيرة على دبي الأحد، لتزيد الأجواء كآبة في الإمارة التي تواجه مشاكل ديون، قبل يوم من موعد استحقاق سندات قيمتها 3.52 مليار دولار على نخيل العقارية المملوكة للحكومة، وفي ظل غياب أي توضيح بشأن الطريقة التي سيعالج بها الموقف.

لكن سوق دبي واصلت صعودها للجلسة الثانية على التوالي اليوم الأحد، حيث تفاعل المستثمرون على نحو إيجابي مع ارتفاع في سعر سندات نخيل الأسبوع الماضي، وسط تكهنات متزايدة بأن الشركة ستدفع.

وكانت السندات الإسلامية أو الصكوك متداولة بنحو 110 سنتات للدولار، قبل أن تحدث الحكومة صدمة في أوساط المستثمرين يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما طلبت تجميد سداد ديون على مجموعة دبي العالمية لمدة ستة أشهر. وتسبب ذلك في تراجع الصكوك إلى حوالي 45 سنتاً للدولار، لكنها أغلقت يوم الجمعة عند حوالي 54 سنتاً للدولار.

وينظر مديرو الصناديق والمصرفيون إلى ما سيتمخض عنه يوم الاثنين كمحك رئيس لخطة إعادة الهيكلة المزمعة لديون قيمتها 26 مليار دولار على دبي العالمية، وكاختبار لدبي عموماً في ما يتعلق بقدرتها على تسوية عبء الديون.

لكن فرص سداد نخيل، التي تبني جزراً صناعية على شكل سعف النخيل، تبدو ضئيلة. وقال مدير صندوق مقيم في دبي quot;إنها (مضاربات) يقوم بها أناس متفائلون جداً. ويبدو غريباً جداً أن تكون دبي العالمية عازمة على السداد، وتكابد آلام الأسبوعين الأخيرينquot;.

ومن شأن تحول مفاجئ في مسار الأحداث، إذا سددت دبي، أن يهدئ المستثمرين المحبطين والمرتبكين، لكن تعامل دبي مع الوضع نال من سمعتها.

وكان مدير الدائرة المالية في دبي حاول يوم الخميس طمأنة المستثمرين، قائلاً إن الإجراءات التي تتخذها الإمارة أهم من صورتها العامة. لكن الخيارات محدودة أمام دبي العالمية. وقال نيش بوبات، مدير أدوات الدخل الثابت في الشرق الأوسط لدى اي.ان.جي quot;الشيء المهم هو غياب الوضوح، والمطلوب أكثر من أي شيء آخر هو بعض المعلومات لمعرفة الخطط المزمعة وكيف تمضي قدماًquot;.

وفي مؤشر على تزايد الآمال في السداد، تراجعت تكلفة التأمين على ديون دبي أكثر من 30 نقطة أساس يوم الجمعة إلى 533 نقطة أساس، بحسب سي.ام.ايه داتافيجن، وذلك مقارنة مع ذروة بلغت نحو 700 نقطة أساس في نهاية نوفمبر.

لكن المستوى لايزال مرتفعاً بالنظر إلى أن تكلفة التأمين لم تكن تتجاوز نحو 300 نقطة أساس قبل إعلان 25 نوفمبر. وقال مصرفي من بنك تسيطر عليه حكومة دبي quot;هوامش عقود التأمين على الديون أفضل، وأنباء أن صندوق تحوط يشتري في (سندات) نحيل. كل هذا إيجابي، حتى إذا اشتريت في نخيل عند 50 (سنتاً للدولار) ودفعوا 70 فإنك تحقق ربحاً جيداًquot;.

وفي حال عدم سداد نخيل يوم الاثنين، فإنها ستصبح متخلفة عن السداد من الناحية الفنية، لكن سيكون أمام فريق إعادة الهيكلة فترة سماح، مدتها أسبوعان، للتوصل إلى اتفاق مع الدائنين. وتعرضت أسواق المنطقة لمصاعب جمة على مدار الأسبوعين الأخيرين.

وقال هيثم عرابي الرئيس التنفيذي في جلفمينا للاستثمارات البديلة quot;الأسعار مشوهة الآن، ونمر بانتعاش تحركه عوامل فنية. فغداً يوم مهم، وإلى أن نحصل على بعض الوضوح (بشأن ديون دبي) لن يكون هناك اتجاه عام حقيقي. والمحفز الرئيس الذي ننتظره هو أنباء نخيلquot;.

وفي غضون ذلك، تؤثر مخاوف من أن مشاكل ديون دبي لا تقتصر على الشركات المرتبطة بالحكومة في ثقة المستثمر. وتستحق في فبراير/ شباط المقبل ديون قيمتها 2.5 مليار دولار على مجموعة بورصة دبي، في حين تواجه دبي القابضة المملوكة لحاكم الإمارة مدفوعات مماثلة قيمتها 1.9 مليار دولار في النصف الأول من 2010. ويقول مصرفي quot;لا توجد سابقة لوضع كهذا في المنطقة .. غداً يوم الحسمquot;.