بروكسل ـ إيلاف: في لقاء هو الأول من نوعه، تعزيزاً للتعاون المشترك، استقبل المنسق الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان أحمد يوسف، في مقر الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل، وبحثا سبل تفعيل التواصل والتنسيق بين المصارف العربية والاتحاد الأوروبي، من خلال الاستثمار المصرفي والمالي بأشكاله كافة.

وأعلن يوسف إثر الاجتماع، الذي شارك فيه أيضاً الأمين العام المساعد وسام فتوح أن الاجتماع مع سولانا يشكّل محطة مهمة في إطار انفتاح المصارف العربية على أوروبا، وquot;قد أطلعناه على خطط وبرامج اتحاد المصارف العربية، لا سيما الدور المتنامي الذي يلعبه الاتحاد في تقوية العلاقات الاقتصادية العربية الأوروبية، من خلال شبكة التواجد المصرفي العربي بشقيها التقليدي والإسلامي في مراكز المال الأوروبية الرئيسة، خاصة أن القطاع المصرفي العربي نجح في استقطاب رؤوس الأموال العربية، للمشاركة في مشروعات التنمية في البلدان العربية، وفي تطوير علاقاتها الاقتصادية مع مختلف بقاع العالم.

وأضاف يوسف، quot;لقد بحثنا كذلك مع سولانا الدور الذي تلعبه المصارف العربية في تشجيع الاستثمار والتجارة في الأسواق الأوروبية وتشجيع رؤوس الأموال الأوروبية للاستثمار في الأسواق العربية، وسبل تطوير هذا الدور وتعزيزه من خلال تذليل المعوقات التي تعترضهquot;.

وأبدى سولانا اهتماماً واضحاً في دفع المروعات المشتركة بين الجانبين، وأكد أن الاتحاد الأوروبي يتطلع بحماسة إلى توثيق الانفتاح بين العرب وأوروبا، مشدداً على الدور التنموي الذي يهتم به الاتحاد، مؤكداً استمرار التواصل مع اتحاد المصارف العربية وغيره.

كما عرض يوسف على سولانا الدور المهم الذي يلعبه اتحاد المصارف العربية، كونه مظلة للمصارف العربية التي يتجاوز مجموع موجوداتها 2 تريليون دولار عام 2008 وبهذه القاعدة من الموجودات، استطاع القطاع المصرفي العربي أن يعطي الثقة للاقتصاديات العربية في التطور والنمو وبناء العلاقات الاقتصادية الخارجية. كما إن جزءاً كبيراً من الثروات العربية يدار من خلال المصارف العربية، ويوظف في المنطقة العربية والعالم، ويحثّ الاتحاد المصارف العربية للعمل وفق استراتيجيات منسقة تتركز على الترويج لفرص الاستثمار العربية والعالمية، وخلق تحالفات بين المصارف العربية والعالمية، وخاصة الأوروبية.

ونقل يوسف أنه استعرض خلال اللقاء مع سولانا أوضاع الصناعة المصرفية الإسلامية التي تشهد نمواً سريعاً على امتداد العقود الأربعة الماضية، حيث لم يكن هناك قبلها سوى مصرف إسلامي واحد، بينما يقارب عدد المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية العاملة في أكثر من 60 دولة في القارات الخمسة نحو 300 مؤسسة ومصرف إسلامي حول العالمquot;.

ويواصل: quot;ويتركز نحو 40% منها في الدول العربية وتحديداً في دول الخليج العربي، وقد توسعت قاعدة موجودات هذه المصارف والمؤسسات المالية لتصل اليوم إلى أكثر من 520 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل حجم أصول وودائع هذه المصارف إلى تريليون دولار في عام 2012، وهي تنمو بمعدل سنوي وسطي يتراوح ما بين 15-20%، هذا بدون الأخذ بعين الاعتبار النوافذ الإسلامية التقليدية وصناديق الاستثمار الإسلامي التي بلغ عددها عام 2008 نحو 500 صندوق ومن المتوقع أن يصل عددها إلى 1000 صندوق بحلول عام 2010quot;.

وقدم رئيس اتحاد المصارف العربية والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، لسولانا عرضا سريعا عن تجربة المجموعة كواحدة من ابرز المؤسسات المالية الإسلامية في العالم، وقال: quot;ثمنا الخطوات الهامة التي قامت بها الدول والمصارف المركزية الأوربية في تشجيع العمل المصرفي الإسلامي في أوروبا ولجوء بعضها إلى إصدار الصكوك الإسلامية لتشجيع استثمار الأموال المصرفية الإسلامية في أوروبا، حيث تلعب مجموعة البركة المصرفية، من خلال شبكتها الجغرافية الواسعة المكونة من وحدات مصرفية ومكاتب تمثيلية تمتلك بدورها 267 فرع، دور كبير في تقوية العلاقات الاقتصادية العربية الأوروبيةquot;.

ويتكون القطاع المصرفي العربي وفق بيانات عام 2007 من 470 مؤسسة تتوزع بين 267 مصرفاً تجارياً ونحو 45 مصرفاً إسلامياً و52 مصرفاً استثمارياً وطنياً و49 مصرفاً متخصصاً وطنياً ونحو 57 مصرفاً أجنبياً، يعمل فيها أكثر من 370 ألف موظف ولديها شبكة واسعة من الفروع منتشرة في أنحاء الوطن العربي والدولي يبلغ عددها نحو 15000 فرع، وتدير أكثر من 1.690 تريليون دولار أميركي من الموجودات، وتمتلك قاعدة ودائع تربو على تريليون دولار، وتعمل بقاعدة رأسمالية بلغت نحو 16 مليار دولار. والمصارف العربية تخصص نحو 83% من ودائعها المجمعة لتمويل المشاريع والمؤسسات الاقتصادية في المنطقة.