كامل الشيرازي من الجزائر:تضاعفت زراعة الزيتون في الجزائر أربع مرات في غضون التسع سنوات الأخيرة، حيث إنتقلت من 100 شجيرة في الهكتار الواحد خلال سنة 2000 إلى 400 شجيرة في الهكتار الواحد خلال الثلث الأول من العام الحالي، ما كان له أثر إيجابي على صعيد الإنتاج الذي شهد تطورًا معتبرًا بحيث قفز إلى حدود 90 ألف طن في فترة وجيزة، بينما تتوقع الجهات المختصة تسجيل حملة (2008-2009) التي تشرف على نهايتها إنتاجا قياسيا.ويتضمن برنامج موسّع حول التطوير المكثف لزراعة الزيتون (2009-2014) تكثيف هذا النوع من الزراعات بنحو 15 ولاية سهبية، والدعم التقني للمزراعين من إنتاج الشتائل إلى عملية الزرع مرورًا بتجهيزات الإنتاج و التخزين والطاحونات والتعاونيات.

وأوضح quot;محمود منديلquot; المدير العام للمعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم في مقابلة مع quot;إيلافquot;، أنّ الهدف يتمثل في زرع نصف مليون هكتار من أشجار الزيتون قبل سنة 2014، علمًا أنّ حجم المساحة المزروعة حاليًا لا تتجاوز 300 ألف هكتار، ولتحقيق ذلك تمّ تحديد الأطراف المكلفة بانجاز هذا المشروع بينها المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم بقصد التنسيق التقني والتعميم الجواري لزراعة الزيتون بواقع مستثمرتين quot;مرجعيتينquot; بكل ولاية.

ويوضح quot;عبد السلام شلغومquot; المسؤول البارز في وزارة الزراعة الجزائرية، أنّ الاهتمام جار بغرس أشجار الزيتون في المناطق السهبية وشبه الصحراوية لتعويض المساحات التي أتلفتها الحرائق، وتسعى الخطوة إلى رفع إنتاج البلاد من زيت الزيتون إلى مستوى كبار منتجي الزيتون عالميًا، من خلال تشجيع المزارعين على الاهتمام أكثر بزراعة الزيتون، حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي والنوعية الجيدة.

وتتوفر الجزائر على أكثر من 35 مليون شجرة زيتون إلاّ أنها لا تصدر إلاّ القليل جدًا من زيتها، وتسعى الحكومة هناك إلى رفع الإنتاج المحلي من زيت الزيتون إلى مستوى دول الجوار كالمغرب وتونس، فكلا الدولتين صارتا تعتمدان على زراعة زيت الزيتون كمصدر مهم لمداخيلها من العملة الصعبة، على الرغم من أنّ تونس والمغرب لا تتمتعان بالإمكانيات الطبيعية نفسهاالتي تتوفر عليها الجزائر، ما يقتضي بحسب خبراء تحديث القطاع وزيادة مستوى الاستيعاب العام، ومراجعة نمط تصدير الجزائر لزيت الزيتون الذي بقي متواضعًا.

وانتقل إنتاج زيت الزيتون في الجزائر من 19 ألف طن سنة 1997 إلى 35 ألف طن خلال السنة الأخيرة، ما حفز السلطات على تجسيد مشروع تأسيس علامة تجارية لزيت الزيتون الجزائرية، علمًا أنّ الجزائر مؤهلة لإنتاج أكثر من مئة ألف طن كل عام، وهي تحتل المركز الثالث عربيًا في قائمة الدول المنتجة لزيت الزيتون بعد تونس والمغرب.

وسعت الحكومة الجزائرية عبر مخططها للتنمية الزراعية إلى تحسين نوعية زيت الزيتون الجزائري المعروف بجودته، وأقرت قبل تسع سنوات، خطة لتوسيع رقعة المساحات المغروسة بأشجار الزيتون، وهو ما مكّن من غرس خمسة آلاف شجرة حيث تحقق في هذا الإطار بمنطقة وادي سوف الجنوبية لوحدها وخلال 2006 فقط جرى غرس 2500 شجرة، بواقع أربعمئة شجرة في كل هكتار، مع الاعتماد على المناطق السهلية بعد أن كان التشجير مقصورًا على المناطق الجبلية، وسمح الإجراء بالانتقال من 165 ألف هكتار إلى 300 ألف هكتار في عام2007، كمساحات مغروسة بأشجار الزيتون.

وخلافًا لما تردّد عن تسويق quot;نوعيات رديئة ومغشوشةquot; من زيت الزيتون في الجزائر، شدّد مسؤولون في وزارة الزراعة الجزائرية أنّ 70 المئة من الزيوت الجيدة، هي المطروحة حاليًا للاستهلاك وهي من النوع الرفيع، في وقت تحذر جهات غير رسمية من إقدام بعض المزارعين والتجار على تسويق زيوت غير قابلة للإستهلاك نظرا لارتفاع نسبة الحموضة بها والتي تتجاوز 3.3، وعلى الرغم من أنّ تلك الزيوت لا تشكل خطرًا على صحة المستهلكين، إلاّ أنها تبقى رديئة وينصح باجتنابها لما تفرزه من روائح قوية.

ولأجل تطوير زراعة الزيتون، والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى في مجال تطوير زراعة الزيتون وتنظيم التعاون بين المهنيين الناشطين في هذا المجال، احتضنت الجزائر خلال اليومين الماضيين فعاليات المنتدى المتوسطي الأول لزراعة الزيتون، وتناول مختصون من الجزائر وتونس والمغرب وإيطاليا. خلال هذا اللقاء الوضعية العالمية لزارعة الزيتون، كما تطرق مهنيو هذا الفرع الصناعي الغذائي إلى التقنيات الجديدة في مجالي التحويل والتعليب.