نهى أحمد من سان خوسيه: عقب انتهاء اللقاء الدوري الذي عقد في العاصمة الكولومبية بوغوتا نهاية الأسبوع، يمكن القول إن التقدم في المباحثات بين الاتحاد الأوروبي وبلدان أميركا اللاتينية المتعلقة بتصدير الموز والقهوة وقصب السكر سيكلل قريباً جداً بالتوقيع على اتفاقية الشراكة بين الطرفين.
وكانت بلدان أميركا اللاتينية قد أوكلت قيادة المباحثات مع الطرف الأوروبي إلى روبرتو أتشاندي وكيل الوزارة في دولة كوستاريكا وممثلين من بلدان البرزخ، حيث اعترف أتشاندي بوجود جوانب معقدة تم التغلب عليها، مثل نسبة الرسوم الجمركية التي يريد الاتحاد الأوروبي فرضها على السلع الزراعية المستوردة في أميركا اللاتينية، وعلى رأسها الموز وقصب السكر، ورفضه رفع كميات الموز التي تصدرها إلى بلدانه.
ومقابل المعلومات التي انتشرت اليوم بأن الاجتماع الذي سوف يعقد في 16 يوليو الجاري في بروكسل سيكون غاية من الأهمية وحاسم من أجل ضبط كل القضايا العالقة التي أثرت سلباً على توقيع اتفاقية الشراكة، رفض أتشاندي تحديد أي تاريخ نهائي للتوقيع، وحسب قوله quot;أريد اتفاقاً متوازناً بإمكانه أن يدر المال على بلدان أميركا اللاتينيةquot;.
وكانت بلدان المجموعة التي تدعى مجموعة أفريقيا، الكاريبي والمحيط الهادىء قد طلبت من الاتحاد الأوروبي وبشدة إعادة الحوار معها بسبب التراجع البطيء للضرائب التي تفرضها على الموز لأن النسبة مازالت مرتفعة. وتصل إلى 25 %، والالتزام برفع الكمية المصدرة مائة ألف طن كل عام، كما طالبته بالمساهمة في دفع تعويض عن الخسائر في المروزعات التي سببتها هذا العام الكوارث الطبيعية، منها الفيضانات.
الجدير بالذكر أن الموز وقصب السكر من أهم صادرات بلدان أميركا اللاتيني، إلا أن اتفاقيات لتنظيم تصديرهما إلى بلدان الاتحاد الأوروبي تطلبت إلى الآن وقتاً أكثر من أي اتفاق تجاري آخر، وتخلل ذلك خلافات كثيرة. حيث اقترح الاتحاد الأوروبي في عام 2005 رفع الرسوم على طن الموز إلى 230 يورو، وكان قبل ذلك 75 يورو للطن، ما أثر سلباً على حصة بلدان أميركا اللاتينية، وتصل سنوياً إلى 2.2 مليون طن، ودفعها للتهديد برفع دعوى إلى منظمة التجارة العالمية لأنها اعتبرت هذه النسبة تجاوزاً للاتفاق المبدئي السابق.
رغم ذلك، قدمت مفوضية الاتحاد الأوروبي اقتراحاً أواخر عام 2005 لتخفيض الرسوم الجمركية إلى 187 يورو للطن الواحد. كما شمل اقتراحها أيضاً إعفاء 775 ألف طن من حصة أميركا اللاتينية من الضرائب كي يصل الموز إلى الأسواق بسعر مقبول، لكن ذلك لم يهدأ من روع البلدان المصدرة والمنتجة، فعاد الخلاف مرة أخرى، حتى إنه وصل يومها إلى تحذير مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون البلدان المصدرة بالقول إذا لم يتم الاتفاق على صيغة لإنهاء هذا الخلاف الذي دام طويلاً بشكل يراعي أيضاً مصالح بلدان الاتحاد الأوروبي، فإننا مضطرون إلى إلغاء الكثير من الاتفاقيات.
هذا، ويعتبر الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى مجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي ثاني أكبر مستورد، حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما الـ 160 مليار يورو، وشهد عام 2007 ازدهاراً ملحوظاً، إذ تم تصدير أكثر من 14 % من إنتاج المجموعة إلى بلدان الاتحاد، مقابل تصدير بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي أكثر من 19 % من إنتاجها إلى أوروبا.
التعليقات