طلال سلامة من روما: تفتقد الأرباح، في الأسواق العالمية، اليوم لحيويتها ما يجعلها quot;أرباحاً أنيميةquot; بكل معنى الكلمة. أما الأسهم فهي تنمو بسرعة السلحفاة في حين تهوي الحركة الاستهلاكية الى أدنى مستوياتها التاريخية وتتخطى معدلات البطالة العالمية تلك التي تم تسجيلها في دوامات الكساد الاقتصادي العالمي السابقة. من جانبها تنتهز الحكومات الفرص لتلقيم البورصات والأسواق المالية بquot;قواعد اللعبةquot; الجديدة من دون أن تنسى السيطرة على درجة موثوقية الشركات و(لم لا؟) مديريها. نحن اليوم أمام الإطلالة الجديدة للاقتصاد العالمي التي يرفض قسم من الصناعيين(لا سيما الأميركيين منهم) والبورصات(كما بورصة وول ستريت) الانصياع لها. بين عظماء مديري صناديق الاستثمار، حول العالم، نجد quot;بيل غروسquot; مدير شركة quot;بريمكوquot; ومبتكر صندوق الاستثمار (PIMCO Total Return Fund) وهو أحد صناديق الاستثمار الطليعية العالمية. صحيح أن رجل الأعمال quot;غروسquot; استثمر أكثر من 150 بليون دولار في أعمال القروض العقارية إلا أنه نجح، لغاية اليوم، في عبور دوامة الأزمة المالية من دون أضرار تُذكر. في ما يلي نص الحوار الذي أجراه معه طلال سلامة من روما:

سؤال: ما هي تداعيات رسم خريطة جديدة للاقتصاد العالمي؟

جواب: ان الخريطة الجديدة ستؤدي الى اختفاء الدولار الأميركي نهائياً من دوره كعملة مرجعية دولية. وهذا ما سيجلب معه الموت المحتم للهيمنة الاقتصادية الأميركية على العالم. نحن نهاجر بصورة تدريجية الى الخريطة الاقتصادية الجديد، من دون أن نواجه مفاجآت غير متوقعة. علاوة على ذلك، فان الاقتصاد العالمي سينتعش بوتيرة أبطأ من تلك التي شهدتها موجات الكساد العالمي، في الماضي.

سؤال: هل ستعاني الأسهم من حركة النزوح الى ملامح اقتصادية عالمية جديدة؟

جواب: بالطبع، فان الأسهم ستحتاج الى وقت أكثر كي تستعيد القيمة والقوة التي تألقت بها في مطلع عام 2007. كما أن الاستراتيجيات الاستثمارية المستقبلية ستتغير جذرياً. إذ نحن أمام بانوراما مالي دولي جديد يجعل وضع كل من يستثمر على المدى الطويل quot;مهملquot; ومن الطراز القديم. على المدى الطويل، فان هذه الفئة من المستثمرين تتوقع أن تجني الأرباح من جراء ميول ثابت وقوي في النمو. لكن الأمور لن تكون كذلك!

سؤال: هل ستستطيع الأسهم حقاً استعادت قيمتها السابقة؟

جواب: ان استمر المستثمرون الهرولة من دون أن يتحركوا واقعياً من مكانهم(الذي بقي ثابتاً للأسف) فأنا لا أعتقد أن هذه الأسهم قادرة على استعادة مجدها السابق. على سبيل المثال، على مؤشر quot;داو جونزquot; في بورصة quot;وول ستريتquot; تحقيق نمواً بنسبة 74 في المئة لاستعادة مستوياته القصوى المسجلة في عام 2007. في الوقت الحاضر، تبقى قيمة هذا المؤشر أدنى 22 في المئة مقارنة بمستوياته القصوى المسجلة قبل عشرة أعوام. علاوة على ذلك، وان قمنا بتحليل أوضاع بعض شركات الأسهم الزرقاء الممتازة التقليدية، كما quot;جنرال موتورزquot; وquot;كوكاكولاquot; وquot;أوراكلquot; وquot;مايكروسوفتquot; ومصرف quot;غولدمان ساكسquot;، لوجدنا أن جميعها خسرت 50 الى 75 في المئة من قيمة أسهمها. ما يعني أن المعادلة لديها، بين سعر السهم والعائدات، كانت قيمتها أدنى من تلك المسجلة قبل القفزة الكبرى في تسعينات القرن الماضي.

سؤال: هل تنصحون المستثمرين في المراهنة على المدى الطويل؟

جواب: كلا. ان مردود الاستثمار على المدى الطويل فقد لمعانه السابق. ينبغي أن تكون شجاعة المستثمرين quot;أكثر ليونةquot;. ما يعني أنه ينبغي عليهم التخلص بسرعة من الأسهم التي اشتروها عندما تلوح لهم في الأفق البوادر الأولى لانهيار قيمتها! ان استراتيجية بيع وشراء الأسهم هذه قد تساهم في نمو طابع التنافسية في البورصات وبالتالي ولادة فقاعات جديدة في الأسواق المالية يحوم حولها جيل جديد من شركات الأسهم الزرقاء الممتازة.