يرسو اليورو اليوم على أعلى مستوى له، أمام الدولار الأميركي، على أكثر من 1.38. أما الذهب، فهو يحقق بدوره رقماً قياسياً جديداً في الأسواق العالمية. في لندن، بلغ سعر الأونصة حوالي 1322 دولاراً. في حين رسا هذا السعر على 1.324 في أسواق نيويورك. ما يعني أنه يوجد حوالي 126 دولاراً أميركياً تفصل أونصة الذهب عن تحقيق ما توقعه لها الخبراء السويسريين، وتم نشره مؤخراً في الصفحة الاقتصادية الايلافية، عند 1500 دولار، في الأونصة.

برن (سويسرا): لغاية نهاية العام، يوجد عد حوالي 3 شهور، وكل شيء غير مستبعد! وحتى الفضة ضربت رقماً قياسياً لم تسجله منذ 30 عاماً. اذ رست أونصة الفضة على حوالي 22 دولاراً.يتوقف الخبراء السويسريين للاشارة الى أننا اليوم أمام ظاهرة جديدة. فما يدفع سعر الذهب الى اختراق أرقام قياسية جديدة سببه عزم العديد من المستثمرين الأغنياء على شراء سبائك الذهب، بالأطنان! ما يعني أن جزء من ثرواتهم تهاجر الآن خارج الأنظمة المالية.

والى جانب الذهب، يشتد الاقبال على شراء أسهم شركات التعدين. على صعيد الأغنياء السويسريين، الذين يمتلكون في حساباتهم المصرفية، عدة بلايين من الفرنكات السويسرية، فان الذهب أضحى بمثابة معبد لهم. فهم لا يشترون بضعة سبائك فقط انما ما يتراوح ثقله بين 1 و10 طن من الذهب. ما يتطلب استثمار ما بين 42 و420 مليون فرنك سويسري، تقريباً، دفعة واحدة.

على صعيد المستثمرين، الذين يمتلكون ما لا يقل عن 40 مليون فرنك سويسري، في حساباتهم المصرفية، تشير دانييلا بيرنيه، الخبيرة في مصرف كريديه سويس، الى أن كافة المصارف السويسرية بدأت تعطي توجيهاتها التي تنصح هؤلاء المستثمرين في تخصيص ما بين 8 الى 15 في المئة من أموالهم لشراء سبائك الذهب، أم الانتساب الى برامج تجارية، تستثمر في الذهب على المدى القصير.

علاوة على ذلك، تبرر الخبيرة بيرنيه ترويج هذه النصائح بأنها خطوة دفاعية تصب في صالح العملاء المصرفيين، الأغنياء والأغنياء جداً، لا سيما في ضوء سلسلة من البيانات السلبية المتأتية من الولايات المتحدة الأميركية وبينها المخاوف حول ضعف الدولار وأبعاده. صحيح أن الذهب لا مردود له ومن المستحيل أن يكون عنصراً تنافسياً في جو يعيش نمواً في نسب الفوائد المصرفية. بيد أن الارتفاع المستمر لسعر هذا المعدن الثمين، وفق رأي هذه الخبيرة، ساهم في توليد دوامة لا تنتهي من الطلبات، الصادرة عن جيوب المستثمرين في محاولة، منهم، لتفادي أي خسارة مالية محتملة في حال اجتاحت العالم، في الشهور القادمة، موجة كساد اقتصادي جديدة!