لا تستبعد خبيرة الإقتصاد quot;تشير باولا روتquot; أن تتوجه بعض شركات النفط لإستثمار أموالها في إستخراج الذهب.

برن (سويسرا): شهد العام حركة صادرات نفطية مكثفة نحو دول الشرق الأقصى. أما في أوروبا وسويسرا، فإن استهلاك البنزين يتراجع أكثر فأكثر لصالح تزايد الاقبال على الغازولين، وهو وقود لا تتجاوز نسبة

البنزين داخله واحد في المئة.

وفي الشهور التسعة الأولى من العام ازداد الثقل الآسيوي في تصدير الغازولين الى أوروبا. يكفي رصد خطوات شركة quot;رليانسquot; (Reliance) الهندية التي ارتفعت صادراتها، من الغازولين، نحو أوروبا المتعطشة لهذا النوع من الوقود، بنسبة 210 في المئة. بالطبع، فان التغييرات التي طرأت على خرائط تصدير الغازولين أربك قليلاً عمالقة النفط، الذين يبحثون اليوم عن ملاذات آمنة على غرار ما حصل مع المستثمرين الأذكياء، الذين قرروا تسليم ثرواتهم الى أعمال الذهب، الورقية والمعدنية.

في المقام الأول، يعزي الخبراء شعور الخطر، الذي يجتاح نفوس الصناعيين النفطيين، الى تراجع الاستهلاك النفطي وتقلص هوامش الأرباح الى أدنى مستوياتها. وطالما عاشت التجارة النفطية الكلاسيكية أوقات quot;زهريةquot; بيد أن تصدير المنتجات النفطية، التي عولجت وتم تصفيتها، فقد اليوم لمعانه السابق.

فالولايات المتحدة الأميركية عملت على الحد من شراء هذه المنتجات. أما دول البحر الأبيض المتوسط والخليج فانها تشهد حركة منافسة شرسة تقودها الشركات الآسيوية. وفي بعض الأحيان، تلجأ هذه الدول الى منشآت تصفية تابعة لها وتعمل بصورة فاعلة.

في سياق متصل، تشير باولا روت، الخبيرة السويسرية في الموارد الطاقوية لصحيفة ايلاف الى أن استهلاك البنزين، بأوروبا وسويسرا، تراجع العام حوالي 5 في المئة. أما الغازولين فانه تراجع حوالي 2.5 في المئة. وتتوقع الخبيرة، للسنوات القليلة المقبلة، استمرار تراجع استهلاك البنزين. في حين لا تتوقع تراجعاً لافتاً في استهلاك الغازولين لكون سائقي العربات يفضلون الديزل عن البنزين. بالنسبة لصناع النفط، فان هذا الخبر غير سار أبداً.

اذ ان منشآت التصفية الحالية غير قادرة على انتاج كميات جديدة من الغازولين التي يتطلب انتاجها منهم، اليوم، استثمارات جديدة قد تجلب معها المخاطر أكثر من أي وقت مضى.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة روت بأن تكثيف انتاج الغازولين لا يتطلب منشآت جديدة فحسب انما آلية انتاجية تتقيد بقطع تلويث الجو بثاني أكسيد الكربون وفق القوانين الأوروبية الجديدة.

هكذا، يجد النفطيون أنفسهم في فخ، غير منتظر! فهم استثمروا جميع أموالهم لانتاج البنزين الذي لا تريده الأسواق الغربية اليوم لكونها اختارت الغازولين، ذو الانتاج المعقد. كما تتوقف الخبيرة للاشارة الى أن الأزمة الاستهلاكية، في الدول الغربية، عملت على تقليص هوامش الأرباح. أما المنافسة المتأتية من المنتجين في الدول النامية فهي ساهمت في توجيه الضربة القاضية الى النفطيين الغربيين.

وفي موازاة المحاولة في ابقاء أعمالهم على قيد الحياة لا تستبعد هذه الخبيرة أن تتوجه بعض الشركات النفطية، متوسطة الحجم، الى استثمار ما تبقى لها من أموال في أعمال استخراج المواد الاولية، ومن ضمنها الذهب.