في العام الماضي، أعلنت حكومة بكين عن مضاعفة احتياطاتها من الذهب، لغاية ألف وأربعة وخمسين طناً!
برن (سويسرا): أضحت الصين خامس أكبر حاضنة لسبائك الذهب، حول العالم. بالطبع، ما تزال الصين بعيدة كل البعد عن احتياطات الذهب الأميركية(أكثر من 8 ألف طن) والسويسرية(حوالي 3.5 ألف طن). في الآونة الأخيرة، أقدمت الصين وروسيا والمملكة العربية السعودية والفيليبين على زيادة احتياطاتها، من الذهب. ما جعل الخبراء يؤمنون بأن ثمة تغييرات جدية، تسبح في الأفق. وللمرة الأولى منذ عام 1988، أقلبت المصارف المركزية الغربية على شراء الذهب، بنهم، في كافة الأسواق العالمية.
في الحقيقة، يلاحظ الخبراء أن سياسة المصارف المركزية، الأوروبية والسويسرية، حيال التعامل مع الذهب انقلبت 180 درجة.في السنوات العشرين الأخيرة، كانت الموضة العكس تماماً. ما يعني أن حكام المصارف المركزية كانوا يبيعون الذهب المتواجد في الخزينة. أما الآن، فهم يعمدون على شراء كل ما توافر من الذهب حتى لو أجبروا على السفر الى القطب الشمالي لعقد صفقات الشراء! من جانبهم، يحلل الخبراء السويسريين هذا الاقبال الشديد على شراء الذهب، بصورة كلاسيكية. فحيال كميات ضخمة من السيولة النقدية، التي تم ضخها في الأسواق المالية العالمية، يمكن ترجمة شراء الذهب، بنهم، بأنها طريقة للحد من التضخم المالي. بالطبع، يتوقف الخبراء للاشارة الى أن جبال الأموال، المحقونة في الأسواق، من شأنها quot;زعزعةquot; قيمة الأصول الورقية. ويبدو أن المصارف المركزية لا تعطي ثقتها المطلقة، اليوم، في نوع من أنواع الأصول الورقية، هي سندات الخزائن التي تصدرها خصوصاً بعض الحكومات الغربية لتغطية ديونها!
في سياق متصل، يشير فيكتور كارليني، الخبير في المواد الأولية في مصرف quot;يو بي اسquot; الى أن استراتيجية شراء الذهب، التي تتبناها المصارف المركزية الغربية، من شأنه دعم ارتفاع أسعار الذهب الى حد أبعد. وبما أن جميع المستثمرين بسويسرا لا يتحدثون، في جداول أعمالهم اليومية، الا عن الذهب، فانه من الصعب التحدث عن فقاعة مشابهة للفقاعة العقارية السابقة.
التعليقات