إشتدت التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا يوم الإثنين مع إنضمام سائقي الشاحنات إلى حركة الإحتجاج وإستمرار الضغط في مصافي الوقود عشية يوم إحتجاجي وطني جديد، على خلفية تصلّب موقف السلطات.


باريس: في دلالة على أخذ مخاطر انقطاع الوقود على محمل الجد، أعلنت وزارة الداخلية عصر الاثنين تفعيل quot;مركز الأزمات الوزاريquot; لضمان quot;استمرار الإمداد بالوقودquot; في البلاد التي يضرب عمال مجمل مصافيها الاثنتي عشرة.

وفي حين تشتد الازمة في قطاع النقل الاستراتيجي، اندلعت اعمال عنف الاثنين معظمها قرب بعض الثانويات من عمل شبان لا علاقة لهم بتلك المؤسسات قالت السلطات انهم اتوا quot;يخربونquot;.

وتلبية لنداء النقابات وتشديد حركة الاحتجاج، في حين يعكف مجلس الشيوخ على مشروع القانون الذي صادقت عليه الجمعية الوطنية، نزل سائقو الشاحنات الى الساحة فأغلقوا منافذ عدة مستودعات نفطية وعرقلوا حركة السير بعمليات quot;سلاحفquot; (سيارات تسير ببطء في الطرق السريعة) متسببين في ازدحام شديد على بعض الطرقات.

وبات هاجس الانقطاع التام للوقود مخيما الاثنين بعد اعلان انقطاع المخزون في نحو 1500 محطة بنزين في كبرى المحلات التجارية (سوبرماركت، 12500 في البلاد) بعد نهاية اسبوع هرع خلاله سائقو السيارات القلقون الى ملء خزانات سياراتهم.

كذلك اعتبر الوضع quot;حرجا جداquot; في محطات البنزين ال3500 الواقعة في المناطق الريفية على ما افاد الاتحاد الفرنسي للوقود.

وبعد اسبوع من تعبئة غير مسبوقة منذ بداية الاحتجاجات على هذا الاصلاح الذي ينص خصوصا على تأخير سن التقاعد من ستين سنة الى اثنتين وستين، ما زالت النقابات متشبثة بمواقفها.

وتأمل النقابات، مدعومة بأحزاب اليسار، في استمرار التعبئة في مستوى مرتفع خلال يوم إضراب وتظاهرات الثلاثاء لإرغام مجلس الشيوخ على تعليق التصويت على مشروع القانون المتوقع الاربعاء. من جانبه كرر رئيس الوزراء فرانسوا فيون مساء الاحد ان التصويت على الاصلاح quot;سيتمquot; رغم quot;الازمة الاجتماعيةquot;.

كذلك تشهد السكك الحديدية الاثنين اضطرابات في نشاطها حيث توقعت الشركة الوطنية ان يسير فقط نصف القطارات السريعة.

واستمرت حركة الاحتجاج في الثانويات التي انضم طلبتها الاسبوع الماضي الى حركة الاحتجاج فتعطلت 261 مؤسسة (من اصل اربعة الاف في فرنسا) الاثنين حسب الحكومة و850 حسب نقابة طلاب الثانويات.

وأدت بعض عمليات غلق الثانويات الاثنين الى صدامات بين الشبان وقوات الامن. وفي ضاحية لانيي الباريسية جرح شرطي بحجارة القيت على قوات الامن وزجاجات حارقة امام ثانوية كومب-لا-فيل في المنطقة نفسها كما افادت مصادر امنية.

واعربت المعارضة اليسارية عن الاسف لتصلب الحكومة ودعت مجددا الى فتح حوار مع النقابات.

وأعلن الناطق باسم الحزب الاشتراكي بنوا امون في لقائه الاسبوعي مع الصحافيين في مقر الحزب انه quot;سيكون اسبوعا حاسماquot; داعيا الفرنسيين الى quot;عدم الاستسلامquot; امام الخطاب الصارم الصادر عن السلطات والى التظاهر في هدوء.

ومن جهته أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزيأن اصلاح نظام التقاعد امر quot;ضروريquot; وان فرنسا quot;ستطبقهquot;، وذلك على هامش قمة فرنسية المانية روسية عقدها اليوم في دوفيل (غرب فرنسا) وعشية يوم تحرك وطني جديد احتجاجا على المشروع.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي عقده مع المستشارة الالمانية انغيلا مركيل ان quot;هذا الاصلاح ضروري، وقد التزمت به فرنسا، وستطبقه مثلما فعل اصدقاؤنا الالمان لاصلاح نظام التقاعد قبل بضع سنواتquot;.
واضاف quot;انه امر عادي، وطبيعي تماما ان يثير ذلك مخاوف واعتراضاتquot;.

وخلص الرئيس الفرنسي الى القول قبل استقبال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف quot;لكنه امر عادي وطبيعي ايضا ان تتأكد حكومة ديمقراطية في ديمقراطية برلمانية من ان يجد سائقو السيارات البنزين ومن ان لا يكون هناك مواجهات، لان المواجهة في اي ديمقراطية لا يمكن ان تكون مطلقا امرا ايجابياquot;.