في ضوء غرق حكومة باريس في سياسة صارمة قد تدفع ثمنها بلايين اليورو لاصلاح الأضرار الاقتصادية، الناجمة عن غضب شعبي غير مسبوق حيال قوانين العمل، تجد سويسرا نفسها مضطرة الى اللجوء الى بدائل فورية، لتأمين حاجاتها اليومية من الوقود، قد تدفعها الى فتح خط مفاوضات مباشرة مع ليبيا بعد أكثر من سنتين على اقفال أعمالها النفطية، مع حكومة القذافي.


برن (سويسرا): في الوقت الحاضر، تتجه الأنظار الى شركة بتروبلوس (Petroplus) السويسرية، المتخصصة في تكرير النفط الخام. اذ قررت هذه الشركة اغلاق منشأة تكرير النفط الخام، في مدينة كريسييه الفرنسية، الى اشعار آخر. بمعنى آخر، ستوقف الشركة السويسرية أعمال التكرير هناك لمتابعة آخر المستجدات على الساحة الفرنسية. واذن، فان التجهيزات النفطية، من فرنسا الى سويسرا، ستتراجع يوماً تلو الآخر ولن تكون مضمونة بعد اليوم.

علاوة على ذلك، بدأت حكومة برن دراسة أوضاع بتروبلوس، بفرنسا، لاتخاذ قرارات حاسمة خشية من دخول البلاد دوامة من المضاربات المتعلقة بتجهيزات الوقود. في الواقع، فان ذيول هذه الأزمة وصلت هنا، منذ حوالي ثلاثة أسابيع أي تزامناً مع توقف تدفق النفط الخام من جنوب فرنسا الى منشأة تكرير quot;بتروبلوسquot; السويسرية بمدينة كريسييه. للآن، نجحت بتروبلوس في مواصلة أنشطتها بفضل تواجد كميات احتياطية من النفط، في منشأتها، خولتها الاستمرار في وتيرتها الانتاجية.

في سياق متصل، يشير فيليب كوردونييه، الناطق باسم اتحاد النفطيين السويسريين، الى أن بتروبلوس تمر بحالة استثنائية ستحضها، في النهاية، على اختيار بدائل جديدة لمواصلة أنشطتها بشكل من الأشكال عن طريق نقل أعمالها، ربما، نهائياً الى خارج فرنسا. اذ بعد مباشرة اغلاق منشأة تكرير تابعة لها في مدينة quot;بيتيه كورونquot; الفرنسية، منذ أقل من عشرة أيام، هاهي تهم باغلاق منشأة تكرير ثانية في مدينة quot;كريسييهquot;. وينوه الخبير بأن قرارات بتروبلوس بعيدة كل البعد عن علامات الرضى والتفاهم على ما يحصل في فرنسا.

في ما يتعلق بالوضع الراهن، يتوقف الخبير كوردونييه للاشارة الى أن ثاني أكبر مصفاة في سويسرا، وتمتلكها شركة quot;تام أويلquot; الليبية في مدينة كولومبي(كانتون فاليس)، في صحة جيدة لكونها تستقبل النفط الخام من خط أنابيب يربطها مباشرة بمدينة جنوى الايطالية. ان منشأة quot;تام أويلquot; سوية مع منشأة بتروبلوس في فرنسا قادرتين على تغطية 2 على 5 من حاجات سويسرا، من منتجات نفطية مكررة. بيد أن الشلل الذي أصاب أعمال بتروبلوس، في فرنسا، سيدفع حكومة برن، بسرعة، الى اختيار شراكة نفطية جديدة، لا يستبعد هذا الخبير أن تدق أبواب ليبيا، مجدداً!