تشهد سويسرا، في الوقت الراهن، ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع الغذائية.

برن (سويسرا): تشهد سويسرا، في الوقت الراهن، ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع الغذائية. ما يجعلها تتحول الى جزيرة تتميز بأسعار تعزلها عن الدول الأوروبية المجاورة، لا سيما ان كنا نتحدث عن أسعار اللحوم.

بالنسبة للمستهلك السويسري، فانه يجد نفسه يومياً مضطراً لشراء سلع غذائية أغلى سعراً(باستثناء الحليب ومشتقاته) من نفس السلع المباعة في ألمانيا والنمسا وايطاليا. بالأحرى، يلاحظ الخبراء اليوم فرقاً شاسعاً بين سعر ما يُباع، غذائياً، هنا، وذلك المسجل في باقي الدول الأوروبية، ومن بينها فرنسا.

في ما يتعلق بالأكل، فان المستهلك السويسري يدفع 20 في المئة أكثر، مقارنة بالمستهلكين في الدول المجاورة، لتأمين حاجاته الشهرية. في ما يتعلق بالمنتجات غير الغذائية، فان الفارق بين هذه الأسعار يتقلص. ما يعني أن المستهلك السويسري يدفع حوالي 5 في المئة أكثر لشراء متطلباته. ولو نظرنا الى الحاجات السنوية للسويسريين لوجدنا أنهم يدفعون حوالي 11 في المئة أكثر من مواطني الدول الأوروبية المجاورة، كل عام، لشراء السلع الغذائية وغير. في الحقيقة، فان نقطة الضعف السويسرية تكمن في تجارة السلع المستوردة.

في سياق متصل، يشير الخبير أوتو هوفرت، من مرصد بازل الاقتصادي (BAK Basel Economics) لصحيفة ايلاف الى أنه يوجد أسباب عدة تحض المستهلك، بسويسرا، على الدفع أكثر من غيره. بالنسبة لتجار التجزئة السويسريين، فانهم يدفعون اليوم أكثر مما يدفعه شركائهم الأوروبيين لشراء السلع من حول العالم وشحنها الى سويسرا.

بالنسبة لتجار التفرقة المتعاقدين مع مراكز تبضع ضخمة، كما ميغروس وكوب، فانهم يشترون السلع، من الخارج، بأسعار أعلى 40 في المئة مثلاً مما يدفعه التجار الألمان أم النمساويين لشراء نفس نوعية السلع. على صعيد اللحوم ومنتجات الحليب، تستطيع سويسرا التحكم بتسعيرها لتحقيق الأرباح وتصدير النوعية الممتازة منها.

علاوة على ذلك، يشير الخبير هوفرت الى أن الشرخ الذي يفصل أسعار السلع بسويسرا عن غيرها توسع كثيراً في السنوات الأربع الأخيرة، أي منذ عام 2006. في بعض الأحيان، يُترجم غلاء الأسعار هنا بنوعية سلع أفضل مما يباع في الخارج. لذلك، يتوقف الخبير للتنويه بأن الأسعار المحلية للمنتجات الكهربائية والكمبيوترات أعلى من الدول الأوروبية. بيد أنها نوعية جيدة جداً ومضمونة لمدة سنتين، على الأقل.