طلال سلامة من برن (سويسرا): بدأت سويسرا معاملة العمال الإيطاليين تماماً كما تعامل إيطاليا العمّال الصينيين، الذين يهيمنون على أسواق العمل في العديد من المدن الإيطالية التي ترزح تحت رعب حروب الشوارع التي تقودها العصابات الآسيوية هناك.

هكذا بدأ السويسريون يخشون الإيطاليين، الذين يبحثون عن عمل، خارج حدود البلاد، يضمن لهم دخلاً متدنياً، لا يقبل به العمال السويسريون. علماً أن العنصرية السويسرية تجاه الإيطاليين ما زالت محصورة حتى الآن في كانتون تيتشينو السويسري المجاور للحدود السويسرية الإيطالية الشمالية. إذ إن إغراق سوق عمل كانتون تيتشينو بأعداد ضخمة من العمال الإيطاليين أشعل فتيل التنافس مع اليد العاملة المحلية في هذا الكانتون.

في هذا الصدد، يشير المسؤول سافيريو لوراتي، من نقابة العمال quot;أونياquot; في كانتون تيتشينو، لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن ما يحصل في أسواق إيطاليا من إغراق quot;دامبينغquot; للسلع الصينية ينعكس راهناً على سويسرا بحلته البشرية. فالأزمة المالية، التي تدق أبواب سويسرا، تلقي ثقلها على واردات اليد العاملة الإيطالية من جراء مفعولها غير المقبول على الدخل الشهري، المُعطى للعمال الإيطاليين في سويسرا، وعلى نوعية عقود العمل الرديئة.

فثمة 40 ألف عامل إيطالي، من إقليم لومبارديا الشمالي، يتوجهون يومياً للعمل في كانتون تيتشينو. وينوه هذا المسؤول بأن تصاريح الإقامة، قصيرة الأمد، التي أعطتها شرطة كانتون تيتشينو إلى العمال الإيطاليين، في الآونة الأخيرة، تجاوزت ستة آلاف تصريحاً. وفي معظم الأوقات، يتم استدعاء العمال الإيطاليين من شركات سويسرية، مقرها الرئيس كانتون تيتشينو، تختار التعامل من دون عقود عمل ثابتة، وتفضل الابتعاد عن تجنيد موظفين أو عمال سويسريين، بسبب التباين الواضح في الدخل الشهري.

علاوة على ذلك، يتوقف لوراتي للإشارة إلى أن صناعة الساعات في سويسرا هي التي تعرض فرص العمل، الجديدة والأكبر عدداً، برغم الأزمة المالية. وفي حين يبلغ مرتب العامل في مدينة جنيف أو نوشاتيل 3500 إلى 3800 فرنك سويسري، أي حوالي 2500 يورو، لا يتعدى المرتب في مدينة لوغانو (الواقعة في كانتون تيتشينو الغني) 2500 فرنك سويسري، من جراء إغراق سوق العمل في كانتون تيتشينو بجيوش من الإيطاليين، الذين يأتون للعمل نهاراً في سويسرا، ثم يعودون أدراجهم، إلى منازلهم في إيطاليا، ليلاً.