نجحت حكومة برن في وقاية الأراضي السويسرية من كوارث اقتصادية غدرت العام الجاري بدولتين غربيتين هما ايسلندا واليونان ناهيك عن تداعياتها غير المعروفة الأبعاد بعد على دول كتلة أوروبا الشرقية، التي انضمت حديثًا إلى الاتحاد الأوروبي من دون اعتناق عملة اليورو بعد. في هذا الصدد، يشير quot;كرسيتوف غوبسرquot;، رئيس شركة عقارية قابضة تتخذ من مدينة quot;بازلquot; السويسرية مقرًّا رئيسًا لها وهو خبير مالي كذلك، الى صحيفة ايلاف، أن عدم اعتناق اليورو بعد، من جانب سويسرا، كان رحمة عليها في العام 2009.

برن (سويسرا):إنتعشت الصادرات السويسرية بفضل ضعف الفرنك السويسري أمام اليورو، وإلا لكانت الأنسجة الاقتصادية السويسرية الغنية تحت قدم عفريت اليوم! بالفعل، فإن عدم تبني اليورو هنا كان الحدث الاقتصادي الأبرز الى جانب رضوخ مصرف quot;يو بي اسquot; أمام ضغوط تسليم لائحة تحتوي على 4500 عميل أميركي، تهربوا من دفع الضرائب، الى حكومة واشنطن التي تلقت مساعدة متينة من حكومة برن. أما بين الأحداث الاقتصادية الأبرز، لعام 2010، فإنّ العديد من الخبراء يتحدثون عن امكان نقل مصرف quot;يو بي اسquot; السويسري أعماله الى الخارج، عن طريق تأسيس فروع يهتم كل واحد منها بأنشطة معينة، محتفظًا على تمثيل تجاري له بسويسرا، على شكل شركة قابضة، قد تتلقى المساعدات من حكومة برن في حال تعثرها ماليًا.

علاوة على ذلك، تبني سويسرا الآن، من جراء الأحداث التي عصفت بالامارات العربية المتحدة وأوشكت على وضع حبل المشنقة حول دبي، جدارًا أمام توغل الصيرفة الاسلامية الى مصارفها مع أن السندات لاسلامية شهدت مجدًا كبيرًا لها في الدول العربية الاسلامية وحتى الولايات المتحدة الأميركية. فالحمائية باتت واجبًا بعد أن تكبد مصرفان سويسريان بارزان، هما quot;يو بي اسquot; وquot;كريديت سويسquot;، خسائر ثقيلة المعيار. بأعجوبة أدهشت حكومة برن، بدأ المصرفان تعويض جزء من الخسائر. في المركز الثاني، دومًا بين الأحداث الاقتصادية الأبرز هنا، نلاحظ امتناع المصارف السويسرية عن منح قروض لأي كان مع التشديد على المتطلبات وأولها الضمانات. اذ ان عدم القدرة على سداد الديون، لدى المواطنين السويسريين، يصل مجموعها اليوم الى أكثر من 100 بليون فرنك سويسري. ما يعني ضعف ما حققه مصرف quot;يو بي اسquot; من أرباح متواضعة العام بنسبة 15 مرة!

في عام واحد فقط، من شهر ديسمبر(كانون الأول) من العام 2008 الى الشهر نفسه من العام، تراجعت القيمة الكلية للقروض التي قدمها مصرف يو بي اس من 612 الى 565 بليون يورو أي تراجع مقداره 7.7 في المئة. أما مصرف كريديت سويس فإن نسبة التراجع هذه رست عند 4.4 في المئة. للمرة الأولى، تتعامل المؤسسات المالية السويسرية مع طلبات التمويل، المتأتية من الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، بحذر. كما عادت المصارف السويسرية الى المضاربة حول نسب الفوائد على القروض وعلى السندات والأسهم. وكأن الأزمة المالية لم تولد قط! تقنيًّا، يشير الخبير quot;كريستوف غوبسرquot; الى أننا أمام موضة التجارة المالية (Financial Trading). هنا، تبيع المؤسسات المالية وتشتري أسهمًا محققة بالتالي الأرباح، من الفرق بين عمليات البيع والشراء، التي يتم استثمارها في مضاربات أخرى أشرس.