روسيا التي تحتل المكانة الأخيرة في رؤوس الأموال الكبرى، قررت الدخول إلى عالم الإستثمار في الذهب بعد أن عانت من أزمة إقتصادية قاسية.


برن: بات واضحاً للجميع أن رؤوس الأموال الكبرى، بغض النظر عن منبعها، تتجاهل اليوم، لو مؤقتاً، روسيا التي تحتل المكانة الأخيرة، بين دول quot;بريكquot; وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، من حيث تدفق الاستثمارات الأجنبية اليها، العام. في حين تحتل تركيا المرتبة الأولى، أوروبياً، لناحية استقطاب هكذا استثمارات اليها حتى لو كانت تصنف، بعد، بين أسواق الدول النامية.

على غرار أوروبا، رزحت حكومة موسكو تحت وطأة أزمة اقتصادية قاسية حضتها على زيادة الانفاق على المساعدات الاجتماعية. ما جعل الموازنة العامة الروسية تعاني من عجز ستتمكن الحكومة من تطويقه خلال الأعوام الخمسة القادمة. ما سيجعل حكومة موسكو، وفق رأي الخبراء السويسريين، تعتمد بقوة على الغاز والنفط لانعاش 65 في المئة من صادراتها.

بين عامي 2011 و2015، ستبيع روسيا أسهماً في حوالي 900 شركة بهدف جني أرباح مجموعها حوالي 44 بليون يورو. بمعنى آخر، ستحاول روسيا استقطاب المستثمرين الأجانب اليها في خطوة يترجمها البعض بأنها منافسة روسية مباشرة مع الاستثمارات الدولية في الذهب.

اذ ان ما تعرضه موسكو يتيح للمستثمرين التنويع في خياراتهم، بصورة مضمونة. في ما يتعلق ببيع أسهم الشركات هذه، فان موسكو تنوي تخصيص جزء من الأرباح لتخفيض العجز في موازناتها، مقارنة بالناتج المحلي الاجمالي، من 5.3 في المئة، العام، الى 3.6 في المئة، في العام القادم. وثمة جزء آخر من هذه الأرباح سيُخصص لتطوير البنى التحتية للشركات المحلية.

هنا، من المتوقع أن تبرم أوروبا وسويسرا عدة اتفاقيات تعاون، في مجال الانماء التجاري، مع روسيا. في أي حال، فان نوايا حكومة موسكو، لناحية زيادة تنافسية شركاتها، دفعت بورصة موسكو الى تسجيل أقصى قيمة لها، منذ ستة شهور، على عكس بورصة زوريخ التي تعاني، راهناً، من تراجع حركة التداولات بالأسهم والسندات.

في سياق متصل، تشير الخبيرة ناتالي دولغين لصحيفة ايلاف الى أن باقة من الشركات والمصارف السويسرية العملاقة تتابع عروض بيع الأسهم، التي تقوم موسكو بترويجها دولياً. بين هذه العروض، نجد تلك الخاصة ببيع 25 في المئة من أسهم شركة سكك الحديد الوطنية. وهذه فرصة جيدة للمستثمرين السويسريين وغير. كما تطرح موسكو بيع 15 في المئة من أسهم quot;روزنيفتquot;، المنتجة الأولى للنفط التي تسيطر الحكومة على 75 في المئة من أسهمها. في ما يتعلق بمصرف quot;سبيربنكquot; (Sberbank) الأبرز هناك، فان 9 في المئة من أسهمه معروضة للبيع. وهذا ملف قد يلف أنظار العديد من المصارف السويسرية.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة دولغين بأنه تم استثناء أسهم شركة quot;ترانسنيفتquot; من البيع بالمزاد العام. ما يعني أن الكرملين غير مستعد للتفاوض مع الطلبات الأوروبية. يذكر أن ترانسنيفت تدير شبكة أنابيب النفط المتوجهة الى أوروبا وآسيا.