تعيش أغلب أسواق العقارات في المدن والقرى السويسرية حالة من الكساد لناحية الأسعار التي من المتوقع أن تتراجع قليلاً.


برن: يجد سكان سويسرا أنفسهم، اليوم، قادرين على استئجار شقة بأسعار مقبولة جداً تتجانس مع دخلهم الشهري الذي يتراوح معدله بين 2.5 و5 آلاف فرنك سويسري.

أما بالنسبة لمدينتي جنيف وزيورخ فإن السكن يتطلب تخصيص موازنة مالية شهرية، هي الأعلى سويسرياً! ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الشقق، في هاتين المدينتين، الى حد أبعد في الشهور 12 القادمة.

في الواقع، فان أغلب أسواق العقارات، في المدن والقرى السويسرية، تعيش حالة من الكساد لناحية الأسعار التي من المتوقع أن تتراجع قليلاً، في العام القادم، لا سيما في كل من بازل ولوزرن وبرن ونوشاتل.

في ما يتعلق بمدينة زيوريخ المالية فان أسعار ايجار الشقق سترتفع بمعدل 0.4 في المئة اضافية. في حين ستقفز هذه الأسعار واحد في المئة في مدينة جنيف وضواحيها. ولا يعرب الخبراء العقاريين عن قلقهم ازاء تراجع طلبات استئجار الشقق، حالياً. اذ ان الأسعار، في العام الماضي، كانت أعلى بمعدل 2.5 في المئة(زادت حوالي 2 في المئة في زيوريخ و8.6 في المئة في جنيف) مما هي الحال عليه اليوم.

صحيح أن التوقعات المنوطة بانتعاش الاقتصاد السويسري، برغم الأزمة المالية العالمية، ما تزال زهرية اللون بيد أن كافة الأسواق المحلية يسودها جو من العصبية الهشة الذي قد يؤول، في حال عدم السيطرة عليه، الى تأخير سلسلة من البرامج الرامية الى سد بعض الفجوات المسجلة في البنى التحتية الاقتصادية.

على صعيد المستجدات التي رصدها الخبراء العقاريين، في الشهور الستة الأخيرة، فانها تشير الى تراجع في الاقبال على استئجار الشقق. كما أن القوة العاملة الأجنبية، ويبلغ عددها الكلي حوالي 100 ألف عامل من مختلف الجنسيات الأوروبية وغير، ساهمت في انعاش هذه الطلبات، العام، على غرار ما حصل في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

في سياق متصل، يشير الخبير ماركوس شميت، في شركة quot;فوست آند بارتنرquot; الاستشارية العقارية، لصحيفة ايلاف الى ان أسعار الايجار قد ترتفع لغاية 1.4 في المئة، اعتماداً على مدى قوة الطلبات. في مدينتي جنيف وزيوريخ، فان هذه الأسعار ستكون أعلى من باقي المدن، هنا، بنسبة 3 و 1.8 في المئة، على التوالي. وما تزال القروض العقارية السويسرية بعيدة كل البعد عن تحولها الى فقاعة خطرة ستوقع المصارف في ورطة مالية غير مسبوقة.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير شميت بأن المكاتب المعروضة للايجار كثيرة. وقد ارتفعت أسعار ايجارها بمعدل 2.4 في المئة، منذ بداية العام. لكن وبسبب الشعور الدائم بذيول الأزمة المالية العالمية، فان أسعار ايجار المكاتب قد تمر بحالة من الشلل المؤقت، في العام القادم. على صعيد مدينة جنيف وجوارها، فان هذه الأسعار قفزت 5.5 في المئة، في الشهور 12 الأخيرة. ويتوقع الخبير أن تزيد 0.5 في المئة اضافية، في عام 2011. أما بمدينة زيوريخ، فان الأسعار زادت حوالي 2.6 في المئة، في العام الأخير. ومن المتوقع أن تزيد 0.5 في المئة، على غرار ما يحصل بجنيف.