الاصلاحات الاقتصادية التي اعلن عنها الرئيس الكوبيراوول كاسترو واقرت في الاجتماع السادس للحزب الشيوعي في كوبا وسعت الافق امام القطاع الخاص كي يوسع نشاطه لكن من دون التراجع عن الاشتراكية -حسب قول كاسترو-.
سان خوسيه: نشر في الصحف معلومات عن المزيد من القطاعات التي طالتها التغييرات منها القطاع الطبي. اذ من المعروف ان هذا البلد من اكثر البلدان اعتمادا على العلاج الطبيعي والاعشاب وقلة الاعتماد على العقاقير الكيميائية، ففيه كلية خاصة للتدريس في هذا المجال. وتريد كوبا استغلال اقبال الغربيين خاصة في اوربا على هذا العلاج من اجل تقديم افضل العروض مع ضمان للشفاء، ان كان الامر يتعلق بتنظيف الجسم من المخدرات لدى المدمنين او اجراء عملية تجميل او معالجة امراض مستعصية عن طريق الاعشاب، حيث تقدم المستشفيات والاطباء في كوبا المساعدة السريعة والاسعار الجيدة ويحاط العلاج بالسرية والحرص على عدم تسرب معلومات الى الخارج، والحديث اليوم عن مرضى من فرنسا والمانيا وايطاليا والولايات المتحدة الاميركية.
ويرغب الاميركيون جدا في القدوم الى الجزيرة من اجل اجراء عمليات تجميل، وفي هذا الصدد يقول الدكتور يوسوس تورجيه سيدانيو من المستشفى المركزي قسم معالجة الحروق البليغة لقد اجريت الكثير من عمليات التجميل لسيدات ورجال اصيبوا بحروق بليغة من فلوريدا وبالتحديد من ميامي القريب من كوبا، والنتيجة كانت جيدة جدا.
لكن لماذا ياتي المرضى للعلاج في كوبا وليس في جامايكا فهي قريبة ايضا على الولايات المتحدة، يقول الدكتور الكوبي اننا في كوبا افضل واسرع كما ان تكاليف العمليات اقل بكثير ولا نفشي باسرار المريض لان الصحافة لدينا تعمل ضمن سياسة معينة، فلا يوجد مصورين باباراتزي يختطفون صور المشاهير ولا تسابق على اخبار الاغنياء كما هي الحال في الغرب، وهذا هو المطلوب عندما يجري احد المشاهير عملية جراحية اي كان نوعها ولا يريد ان تتسرب المعلومات الصحافة.
ومن اجل حصول كوبا على العملة الصعب مثل الدولار واليورو، تريد الان توسيع مجال الطبابة باتجاه الطبابة السياحية، لذا خططت لافتتاح مراكز في سفاراتها ايضا في بلدان اوروبية في مقدمتها المانيا، بعد ان سجلت نجاحا كبير في هذا المجال في بلدان اميريكا اللاتينية، حيث يتوافد الاغنياء فيها على مستشفياتها من اجل اجراء عمليات تجميل بدلا من التوجه الى الولايات المتحدة التي تعرض اسعارا مرتفعة جدا.
ومن العمليات التي اجريت في الفترة الاخيرة وجذب نجاحها حتى ممثيلين في هوليود، تكبير الصدر او تصغيره او تحسين شكل الانف وازالة الندوب ، وتكلف العملية ما بين ال1500 و2000 دولار، يضاف الى ذلك الاقامة ويصل سعر الغرفة الى في اجمل الفيلات حتى المائة دولار يوميا، والجناح 150 دولار.
تشهد كوبا منذ فترة قصيرة قدوم مرضى مدمنين على المخدرات، فهي تعالج هذا الافة منذ عقود طويلا عن طريق انواع معينة من الاعشاب ما جعلها خبرتها طويلة، والى جانب الاقامة فان تكاليف العلاج لا يتعدى ال2500 دولار، وذلك حسب درجة ادمان المريض.
وباعتراف الكثير من المرضى الذين عولجوا في كوبا فان الاطباء الكوبيين هم الافضل في كل بلدان اميركا اللاتينية والسبب في ذلك حسب قول ماريا ديل كارمن في المكسيك واجريت لها عملية جراحية، من يرتكب خطأ في كوبا يعاقبه القانون بشدة ومن الصعب جدا ان يمارس مهنة بعد العقوبة وتكون عادة السجن وهذا يكفي كي يخدم الطبيب مهنته باخلاص. وتشير بيانات حكومية ان عدد المرضى قد ارتفع قرابة 30 في المائة في السنوات الاخيرة، هذا حقق ايرادات عام 2009 وصلت الى مليارين ونصف مليار دولار.
وبعد تسجيلها هذا النجاحات تريد الحكومة الكوبية ايضا السماح لعدد من شركات الادوية لديها بتصدير انتاجها الى الخارج، خاصة العقاقير المنتجة من الاعشاب. حيث توجد في كوبا اكثر من مائتي الف نوع من الاعشاب تستخرج منه العقاقير لمختلف الامراض.
التعليقات