تسعى كوبا إلى تسريح مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين في أكثر موجة تسريحات جذرية منذ تسلم راوول كاسترو سدة الحكم.

_________________________________________________

سان خوسيه: كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة الكوبية حاليًا تهدف إلى تجاوز مشاكلها الاقتصادية والمالية، فبعدما سمحت بأكثر من 137 مهنة كي تمارس من أشخاص بعد حصولهم على ترخيص.. ها هي الآن تسعى إلى تخفيف الأعباء المالية عنها بتسريح مئات الآلاف من الموظفين في الدوائر الرسمية، الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين.

فحسب ما أعلنت رابطة العمال والمستخدمين، وهي دائرة نقابية حكومية، سوف يسرّح حتى شهر آذار (مارس) من العام المقبل قرابة نصف مليون موظف وموظفة في قطاعات حكومية مختلفة، منها إدارية وفي الأشغال العامة. عدا عن ذلك، فإن المسرّحين لن يتقاضوا كما هي الحال عند تسريحهم 60 % من راتبهم كتعويض، بل عليهم البحث عن مكان عمل آخر، ويمكن تفسير ذلك بأنه منحى جديد كليًا في كوبا.

إلا أن الحكومة لا تريد تركهم لمصيرهم، بل سوف تتعاون مع مؤسسات وشركات خاصة من أجل استخدامهم لديها، وكان الرئيس الكوبي راوول كاسترو قد سمح بتأسيس شركات ومؤسسات خاصة كأول خطوة باتجاه التحول جزئيًا إلى القطاع الخاص وإدخال إصلاحات على الاقتصاد الكوبي.

وتخطط الحكومة حاليًا لمنح ربع مليون ترخيص لحرفيين وأصحاب مؤسسات إنتاجية صغيرة وتجار صغار، فالحكومة مازالت حتى الآن تهيمن على 95 % من الاقتصاد الكوبي. وهذه الموجة الكبير من التسريحات هي الأكثر جذرية حتى الآن، منذ تسلم راوول كاسترو شقيق الرئيس السابق فيدل كاسترو سدة الحكم، من أجل مكافحة انعكاسات الأزمة الاقتصادية وإعطاء دفع للمؤسسات الصغيرة التي تم تأميمها عام 1968.

ففي الأعوام المقبلة، سوف تسرح الحكومة حوالي مليون ممن يعملون في القطاع الاقتصادي الحكومي، الذي يعاني حالة سيئة وعدم التحديث والتجديد لمواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية المطلوبة.

وبررت رابطة العمال والمستخدمين ذلك بالقول لا يمكن لكوبا ولا يجب عليها أن تُبقي طويلاً مؤسساتها في الحالة الموجودة عليها الآن، فهذا يلحق الضرر باقتصادها. وفي العام المقبل سوف تكون هناك أماكن عمل كثيرة غير حكومية توفر العمل لمئات الآلاف من الكوبيين، ويعيش في كوبا 11.2 مليون نسمة.

وحسب معلومات للصحافي الأميركي جيفر غولدبيرغ، اعترف فيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية الذي أدار البلدان لمدة نصف قرن ونيف، وتنحى لأسباب صحية وأعطى الحكم لأخيه راوول، اعترف بفشل الاشتراكية في كوبا، وبأن النظام الذي اتبعته كوبا لم يعد صالحًا للعمل به، إلا أن كاسترو أكد بعد ذلك بأن الصحافي أساء فهمه.