يكشف تقرير رسمي حديث لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب ndash; حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه ndash; عن حراك مكثف لوضع ما لا يقلّ عن خمسة عشر مشروعاً زراعياً إنمائياً على محك التنفيذ في قطاع غزة، وتشمل المشاريع ميادين المياه، البساتين، استصلاح الأراضي، التصنيع الغذائي، إنشاء المخابر، قطاع الأسماك، الاستزراع السمكي، التسويق الزراعي وتأهيل الكوادر الفنية.


استكمالا لخطة جرى وضع أول خطوطها قبل أشهر للنهوض بالقطاع الزراعي في غزة، أفادت لجنة المتابعة التابعة لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب، في تقريرها أنّ تجسيد المشاريع الخمسة عشر يسير بشكل صحيح، من خلال الاتصالات التي جرى توسيعها مع المانحين، ومتابعة مؤسسات التمويل لتنفيذ المشروعات المقررة الموسومة بـquot;الحيويةquot;، والتطلع إلى إضافة مشاريع أخرى.

وتشير مراجع اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، إلى أنّ مخطط إعادة بعث الزراعة في غزة، يحظى بدعم عديد الفاعلين والخبراء وكذا مؤسسات تمويل عربية وأخرى متخصصة، حيث جرى تقديم إسهامات لتجسيد جملة المشروعات التي يحتاجها الفلسطينيون لدفع قطاعهم الزراعي والاستفادة من هامش المياه.

وتزيد قيمة المساعدات العاجلة والإسعافية المطلوبة للقطاع الزراعي بـ74 مليون دولار، من شأنها الإسهام في توفير 759 ألف فرصة عمل وتعمل على إعادة سريعة لتأهيل المواقع الأساسية للزراعة في غزة. وقدمت نقابات المهندسين الزراعيين الأردنيين واللبنانيين وكذا الأمانة العامة لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب نحو 35 ألف دولار لصالح صندوق إعادة تأهيل الزراعة في غزة.

بالتزامن، تتواصل عملية تفعيل هيئات وصناديق تمويل عربية للمساعدة في بعث المشروعات، على غرار: الصندوق الكويتي للتنمية، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، اتحاد الفلاحينوالتعاونيين الزراعيين العرب، اتحاد المصارف العربية، اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية، ، المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، البنك الإسلامي للتنمية والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، علما أنّ المؤسسات الثلاث الأخيرة عبّرت عن استعدادها للاندراج في المشاريع المبرمجة.

إلى ذلك، يسجل التقرير إياه أنّ الزيارة الميدانية التي قادت وفدا عن اتحاد المهندسين الزراعيين العرب إلى قطاع غزة أواسط الشهر الماضي، مكّنت من معاينة المواقع التي ستحتضن الـ15 مشروعا، مثلما تمّ الوقوف على حجم التدمير الذي تعرّض له القطاع الزراعي هناك.

بهذا الشأن، أبرز الوفد الذي ضمّ الدكتور يحيى بكور الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب، إلى جانب quot;عبد الهادي فلاحاتquot; عضو اللجنة الدولية لإعمار قطاع غزة، quot;رائد فايز سالم حترquot; ممثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية، quot;نواف أبو شمالةquot; ممثل الجامعة العربية، وquot;منذر الريسquot; ممثل اتحاد المهندسين الفلسطينيين، المستوى الكارثي للزراعة الغزاوية، أين أتلف حجم هائل من المحاصيل والأشجار، إضافة إلى ما طال مزارع الأبقار والدواجن من تدمير، ونفوق عدد كبير منها.

كما يؤكد التقرير ذاته تعرض البنى التحتية الزراعية إلى تدمير مُمنهج مسّ جسورا زراعية ومولدات كهربائية ومضخات ماء وبيوت زراعية محمية ومراكز تبريد ومعامل أغذية ووسائط نقل وجرارات زراعية، ناهيك عن تضرر قطاع الصيد البحري جراء تدمير معظم الأسطول البحري واستمرار منع الصيادين من الصيد لمسافة تزيد عن الميلين عن شاطئ البحر.

وتضمّن التقرير تأكيد منظمات المجتمع المدني الفلسطيني العاملة في القطاع الزراعي على أهمية تذليل الصعوبات التي تعيق تصدير فائض انتاج المنتجات الزراعية إلى الدول العربية، وبدا المزارعون أكثر تصميما على استثمار أراضيهم وعدم هجرها رغم التدمير الكبير الذي تعرضت له، في حين وضعت وزارة الزراعة في الحكومة المقالة خططا لإعادة تأهيل وترميم القطاع الزراعي برسم إطار عام لاستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة (2010 ndash; 2020).

وسبق للدكتور quot;يحيى بكورquot; الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب أن صرّح مؤخرا لـquot;إيلافquot; أنّ إنعاش الزراعة في قطاع غزة، مرتبط بالتركيز على استخدامات الموارد بشكل كبير لتتم الاستفادة من وحدتي المساحة والمياه، بحكم أنّ الفلسطينيين يعيشون أساسا على الزراعة في قطاع غزة، لذلك ظلّ الأخير محل استنزاف امتد أيضا إلى الثروة المائية الحيوية.

وبلغ إجمالي الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي أصابت الزراعة في غزة، استنادا إلى تقديرات اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، ما قيمته 173701000 دولار وهي تشمل قطاعات الإنتاج النباتي والحيواني والصيد البحري، كما قدّر إجمالي عدد المتضررين 8478 مزارعا، بينما ارتفعت قيمة الأضرار غير المباشرة الاقتصادية والاجتماعية إلى مستوى 413019000 دولار.