عبدالإله مجيد من لندن: انتحر مارك نجل رجل الأعمال برنارد مايدوف بعد عامين تماما على ادانة والده في اكبر عملية احتيال مالي أدت الى انهيار عالمه وافلاس المستثمرين المتعاملين مع والده. وكان مارك نظر طيلة حياته الى والده برنارد مايدوف الذي كان من عمالقة وول ستريت بوصفه مثالا يُقتدى.نشأ مارك وشقيقه اندرو في عائلة ترفل بالمال والجاه في نيويورك ومكانة تتناسب مع عبقرية والدهما الظاهرة في ادارة المال بلمسة سحرية.

التحق الشقيقان بعالم الاوراق المالية بعد التخرج مباشرة وارتقيا الى مناصب عليا في شركة العائلة التي كان من زبائنها المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ وصناديق استثمارية ائتمنت والدهما على ملياراتها ومتقاعدون سلموه مدخرات حياتهم.ولكن ذلك كله كان مبنيا على اكذوبة ، لعلها أكبر اكذوبة مالية في التاريخ. وفي 11 كانون الأول/ديسمبر 2008 أُلقي القبض على برنارد مايدوف في شقته التي دفع 17 مليون دولار لشرائها في نيويورك ، وكان لم يزل في بيجامته قبل ان يتناول وجبة الفطور وقت القاء القبض عليه.

حتى ذلك الوقت كان الإبن مارك يملك كل ما يتمناه المرء ـ زوجة جميلة وعائلة شابة وقصور لقضاء الاجازة في ولايتين وشقة في ارقى احياء نيويورك ونمط حياة باذخ لا يعرفه إلا اصحاب الملايين.
ولكن صباح السبت الماضي عُثر على مارك ميتا في تلك الشقة الفاخرة في نيويورك ، وصادف يوم موته الذكرى الثانية لالقاء القبض على والده ، وبعد ثلاثة ايام على ايراد اسمه في دعوى قانونية مدنية وسط تكهنات بأنه يمكن ان يواجه تهما جزائية.شنق مارك نفسه بشريط اسود يُستخدم في قيادة الكلاب بعد تعليقه من انبوب في السقف. ويُعتبر انتحاره فصلا جديدا في مأساة سببها فضيحة خربت حياة اعداد لا تُحصى من الأشخاص وتسببت في انتحار عدد من ضحايا والده قبله.

اكتشف جثة مارك والد زوجته قبل الساعة السابعة والنصف صباحا. وذهب والد زوجة مارك الى الشقة بعدما باحت ستيفاني ابنته وزوجة مارك التي كانت في فلوريدا مع ابنتها ، بمخاوفها وقلقها على زوجها بسبب مراسلات معها بالبريد الالكتروني واتصالات قال فيها ان احدا ما ينبغي ان يطمئن على سلامة طفلهما البالغ من العمر 22 شهرا.ونقلت صحيفة االديلي تلغراف عن مارتن فلومنباوم محامي المنتحر قوله ان الطفل عُثر عليه نائما في غرفة مجاورة. ولم تكن هناك رسالة تركها المنتحر ولكن ليست هناك دلائل تشير الى وقوع جريمة. واضاف المحامي quot;ان مارك مايدوف انتحرquot; واصفا انتحاره بأنه مأساة مريعة. وقال ان مارك ضحية بريئة لجريمة والده ، وانه انهار تحت وطأة عامين من الضغط الذي لا هوادة فيه نتيجة الاتهامات والتلميحات والهمس والغمز.