ما زالت لا توجد معلومات وفيرة عن البنك الأخضر الذي أعلن الأسبوع الماضي في العاصمة المكسيكية عن تأسيسه.


خوسيه: ما زالت لا توجد معلومات وفيرة عن البنك الأخضر الذي أعلن الأسبوع الماضي في العاصمة المكسيكية عن تأسيسه، ويصل رأسماله إلى 700 مليون دولار، كما لم يحدد نوع الموظفين الذين سوف يعملون فيه، لأنه نوع جديد من المؤسسات المالية في العالم، ويركز حسب المعلومات القليلة على تمويل مشاريع تخدم الانسان وتحمي البيئة.

الا ان هذا المشروع ينظر اليه بعين الريبة، وبالاخص ان المودعين المكسيكيين كما الارجنتيين لديهم خبرة غير طيبة مع مصاريف تظهر فجأة في سوق المال، ويذكّر بعضهم ببنك نوا الذي تأسس في عدد من البلدان الاوروبية واودعوا اموالهم فيها، وهو يعمل على نفس مبدأ البنك الاخضر في المكسيك، لكن اتضح فيما بعد ان مؤسسيه لهم اغراض غير سليمة ويريدون استغلال مطالب المواطنين من اجل حماية البيئة بالادعاء بانهم يعملون على مبدأ المحافظة على الطبيعة والبيئة. واحد اهم شعارات هذا النوع من المصارف quot;بواسطة الاموال نغيير العالم اجتماعيا وبئويا ونعمل بشفافيةquot;.

ويوجد حاليا عدد لا بأس به من المصارف من هذا النوع في العالم تعتمد هذا المبدأ في اعمالها وفي تعاملها مع اموال المدخرين. فهي تقدم عروضا كثيرة، بدءا من الحساب الجاري وحتى الاقتراض الى خطط للتوفير وتأمين الشيخوخة، وكل دولار، ان كان وديعة ام قرض يجب ان يسخر في حماية البيئة والطبيعة وتنفيذ مشاريع اجتماعية.

وهذه سياسة المصرف الاخضر في العاصمة المكسيكية ايضا، فهو يريد التبرع عن كل مودع لديه بخمسة دولارات من اجل زرع شجرة في الغابات الامازونية التي تعاني من قطع الاشجار، واعتمد في ذلك على استراتيجية مصرف في جزيرة بورناوو بماليزيا. فهذا سوف يؤدي الى زرع اكثر من 5000 هكتار من الاراضي في الغابات الامازونية ويساهم في حمايتها بيولوجيا. وخلال العشر سنوات المقبلة سوف يزرع ما لا يقل عن مليون شجرة.

وسوف يمول البنك الاخضر في المكسيك مشاريع لانتاج الطاقة المتجددة، ايضا منح قروض مسهلة لمن يريد القيام بمثل هذه المشاريع حتى ولو انها تخدم حياته الشخصية.

ويبرر القائمون على المصرف هذه الخدمات بانها تساهم في تشجيع الناس على استخدام الطاقة المتجددة، ففي العام الماضي وصلت نسبة القروض التي منحتها المصارف الخضراء في العالم من اجل انشاء مصانع لانتاج الطاقة من الشمس الى حوالي 47 في المئة، ومشاريع انشاء مزارعة بيو الى 29 في المئة وبناء معامل لانتاج الطاقة من الرياح والمياه 16 في المئة. ووصل حجم هذا الاستثمارات لدى هذا المصارف في المعالم الى 2،6مليار دولار. ومن اجل تمويل المشاريع الشخصية منحت مبالغ حتى ال 50 الف دولار مقابل فائدة تصل الى 6 في المائة ولمدة 11 عاما.

وترد خدمات للمودعين تحت بند الاخلاقيات، حيث يتصل الموظفون بهم من اجل اعلامهم بالمشاريع الجديدة التي يمكن الاستفادة منها، ان فيما يتعلق ببرامج التوفير او الاستثمار او الودائع، اي بناء جسر من العلاقات بين المصرف والمودع.

لكن انقسم الماليون في الراي حول جدية مثل هذا المصارف. خبير المال الارجنتيني بابلو اوربيس يستغرب لموجة تأسيس هذا النوع من المصارف حيث يتزامن مع فقدان الناس الثقة بالمصارف العادية بعد الفضائح التي لا تحصى وتسببت بالازمة العالمية المالية والاقتصادية.

وهنا يقول هناك الكثير من المصارف الدجالة من هذا النوع، فعل سبيل المثال مصرف نوا الذي اسسه هولنديان في مدينة فرانكفورت واصبحت له فروع في اميركا الجنوبية لا نثق بها. ولقد اكد هذا البنك في بداية عهده بانه يريد ان يكون مختلفا تماما عن المصارف الاخرى من اجل المحافظة على البيئة والطبيعة وعلى مصالح الزبائن وسلامة ودائعهم، وان الفضائح المالية هي امور محظورة بالنسبة اليه، ولن يستثمر سوى في مشاريع تحمي الطبيعة وتمكن بذلك من جذب الاف مودعين مع ايدعات تعدت 300 مليون دولار اتضح بعد ذلك انه لا يختلف عن اي مصرف اخر، اذ انه استثمر اقل من 350 الف دولار في مشاريع تصب في حماية البيئة رغم ان المصرف قد تأسس عام 2004. ليس هذا فقط بل اختلف الشريكان لان جزء كبير من الايدعات قد اختفت.

ومن وجهة نظر اوربيس فان المكسيك كغيرها من بلدان أميركا الجنوبية معرضة لعمليات خداع وهو لا يستبعد ان يكون وراء هذه المشروع تجار المخدرات الذين تعج المكسيك بهم ويريدون غسل اموالهم بهذا الطريقة.

فيما يشيد المالي المكسيكي كارلوس اوبارادوس بفكرة انشاء بنك اخضر في بلاده ويذكر ببنك تريودوس الذي له فروع في الكثير من بلدان اميركا الجنوبية والشمالية واوروبا، ويعتمد على استراتيجية حماية البيئة وحماية المودع ايضا. وتاسس اول فرع له عام 1980 في هولندا. ومازال على عهده يقدم القروض ذات الشروط المقبولة الى كل من يريد الاقتراض بهدف انشاء ما يخدم حماية البيئة والطبيعة وتستمثر في مشاريع اجتماعية، ووصل حجم معاملاته حتى مطلع عام 2009 الى 4،8 مليار دولار. ويريد الخبير المالي التريث قبل اصدار احكام مسبقة على البنك الاخضر، فقد يكون صادقا بعكس المصارف الاخرى.