نيو أورلينز: تستعد شركة quot;بريتش بتروليومquot; الخميس لصب الأسمنت في البئر النفطية التي تسببت في أسوأ بقعة نفطية في الولايات المتحدة، وهي المرحلة التالية لوقف التسرب النفطي نهائياً في خليج المكسيك، بعد نجاح المرحلة الأولى من هذه العملية.

وحذّرت السلطات الأميركية من أن العواقب على البيئة في خليج المكسيك قد تستمر لسنوات، إن لم يكن لعقود. وبعد نجاح عملية quot;ستاتيك كيلquot; الأربعاء، التي تمثلت في ضخّ كميات من وحول الحفر لدفع النفط إلى أعماق البئر وإغلاقها، يستعد مهندسو بي بي الخميس لتنفيذ المرحلة المقبلة، وهي صبّ الأسمنت في البئر لسده نهائياً. واعتباراً من مساء الأربعاء، أعطت السلطات الأميركية الضوء الأخضر لتبدأ بي بي بهذه العملية.

وأعلن ثاد ألن المكلف مكافحة بقعة النفط من قبل الحكومة الأميركية في بيان أنه quot;نظراً إلى نجاح عملية quot;ستاتيك كيلquot; والنتائج الإيجابية للاختبارات، فقد سمحت لبريتش بتروليوم بأن تبدأ بصب الأسمنت في البئر المتضررةquot;. وساد نوع من التفاؤل، بعد أكثر من 100 يوم على حادث انفجار وغرق المنصة quot;ديب ووتر هورايزنquot; في نهاية نيسان/أبريل، الذي أسفر عن مقتل 11 موظفاً وعن أسوأ بقعة نفطية في تاريخ الولايات المتحدة.

ورحّب الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا النجاح، الذي اعتبره quot;نبأ ساراًquot;، كما رحّب بنتائج تقرير رسمي، أفاد أنه تم سحب غالبية النفط المتسرب في البحر منذ نيسان/أبريل. وقال أوباما quot;كان خبراً ساراً للغاية عندما علمت الليلة الماضية أن تقارير علمائنا اليوم تظهر أن القسم الأكبر من النفط المتسرب قد تلاشى أو سحب من الماءquot;.

وأضاف quot;وهكذا فإن المعركة الطويلة لوقف التسرب واحتواء النفط شارفت على نهايتها. ونحن سعداء جداً بذلك. ولكننا سنواصل جهودنا لإصلاح الأضرار التي وقعتquot;. وقال ألن إن الإدارة الأميركية quot;متفائلة جداً من عدم حصول عمليات تسرب نفط جديدةquot;.

وأكد أن بي بي ستقوم أيضاً بتنفيذ عملية quot;بوتوم كيلquot; المقررة منتصف آب/أغسطس، التي تقضي بتشغيل بئري إنقاذ لسد البئر بالأسمنت بشكل نهائي. وبذلك ينتهي كابوس استمر أكثر من ثلاثة أشهر للمجموعة البريطانية العملاقة، التي كلفتها البقعة السوداء مليارات الدولارات حتى الآن، وأضرّت بسمعتها بعد فشل محاولات عديدة لسد البئر.

وتسرب من البئر نحو 4.9 مليون برميل، أي 780 مليون ليتر من النفط، مما هدد النظام البيئي لخمس ولايات أميركية مطلة على خليج المكسيك واقتصادها المحلي. وقد تمت استعادة 800 ألف برميل (127 مليون لتر) منها. وأعربت جاين لوبشينكو مديرة الوكالة الأميركية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي الأربعاء عن قلقها من quot;آثار البقعة النفطية البعيدة المدىquot; على النظام البيئي، والتي قد تستمر quot;لسنوات، وربما لعقودquot;.

وبحسب كارول براونر المسؤولة في البيت الأبيض المكلفة مسائل الطاقة والبيئة فإن ثلاثة أرباع كمية النفط التي تسربت في خليج المكسيك قد تمت إزالتها. وأكدت أن quot;العلماء قالوا لنا إن نحو 25% (من النفط) لم يسحب ولم يتبخر، ولم تتكفل به الطبيعةquot;.