نيو أورلينز: ثبتت مجموعة quot;بريتش بتروليومquot; غطاء جديداً فوق البئر المتضررة في خليج المكسيك، من المفترض أن يسمح خلال الأيام المقبلة بأن يحتوي بنسبة 100 % ملايين الليترات من النفط، التي تتسرب يومياً في المحيط منذ نحو ثلاثة أشهر.

وأظهرت مشاهد حية، بثتها المجموعة النفطية البريطانية العملاقة على موقعها الالكتروني، الغطاء وهو ينزل إلى عمق يناهز 1500 متر، لتعود quot;بي بي وتؤكد لاحقاً إتمام عملية تثبيت الغطاء في مكان التسرب.

وأطلق على الغطاء الجديد الموصول بأنبوب لسحب النفط اسم quot;توب هات 10quot;، وهو يحلّ بذلك محل نموذج سابق تم تفكيكه السبت، وكان يسحب ما يصل إلى 25 ألف برميل نفط يومياً، من أصل 35 ألفاً إلى 60 ألفاً تضخّها البئر في البحر.

وفور تركيب هذا الغطاء في مكان التسرب، من المقرر أن تجري quot;بي بيquot; سلسلة تجارب من المفترض أن تستغرق ما بين 6 ساعات و48 ساعة. وأملت الشركة quot;ألا يتسرب ليتر واحد من النفط في المحيط خلال التجاربquot;. وبعد هذه التجارب، ستقرر المجموعة البريطانية مع السلطات الأميركية ما إذا كان بالإمكان إبقاء صمامات الغطاء مغلقة، الأمر الذي سيمكن من احتواء التسرب بالكامل.

وقبيل تثبيت الغطاء الجديد، قال الأميرال ثاد آلن المكلف من قبل الحكومة الأميركية قيادة عمليات مكافحة البقعة النفطية، quot;لقد أحرزنا تقدماً مهماًquot;. وأضاف أن quot;هذا الغطاء يتمتع بالقدرة على إغلاق الصمامات بالكامل واحتواء النفط بالكامل تدريجياًquot;. وأوضح أن الغطاء quot;سيقول لنا ما إذا كان بالإمكان احتواء الضغط على مستوى البئر، وفي أي حالة يمكننا إغلاقه، أو إذا كان بإمكاننا ببساطة سحب النفطquot;، مشدداً على أن كلا الخيارين هما quot;نتيجتان جيدتان نسبياًquot;.

في المقابل، رفضت المجموعة البريطانية تأكيد نجاح هذه العملية مسبقاً، مشيرة إلى أن الغطاء الجديد لم يسبق أن تم تركيبه quot;على مثل هذا العمق وفي مثل هذه الظروفquot;. وإذا فشل الغطاء الجديد في وقف التسرب بالكامل، ستلجأ عندها quot;بي بيquot; إلى وضع أحد بئري الإغاثة موضع التنفيذ مطلع آب/أغسطس، وهو إجراء من شأنه وقف التسرب نهائياً. ويشكل تثبيت غطاء جديد بشرى جديدة لإدارة أوباما، التي شددت على ضرورة التوصل سريعاً إلى حل فعال لوقف تسرب النفط.

من جهة أخرى، أقرت الحكومة الأميركية الاثنين تمديد قرار تجميد عمليات التنقيب عن النفط في أعالي البحار حتى تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك بعدما ألغى القضاء مرسوماً رئاسياً أصدره أوباما يجمد عمليات التنقيب هذه. وقال وزير الداخلية الأميركي كين سالازار إنه quot;بعد أكثر من 80 يوماً على بدء البقعة النفطية، فإن تجميد عمليات التنقيب عن النفط في أعالي البحار أمر مهم ومناسب لحماية المجتمعات والسواحل والحياة البرية من المخاطر التي تطرحها حالياً عمليات التنقيب هذهquot;.

ويمكن للغطاء الجديد أن يؤمّن لبريتش بتروليوم تدفق النفط مجدداً من هذه البئر، ما سيساعدها في كبح خسائرها الناجمة من الكارثة البيئية، التي اضطرتها حتى الساعة الى دفع 3.5 مليارات دولار لمكافحة هذه الكارثة البيئية الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، والناجمة من غرق المنصة النفطية التي كانت تستثمرها المجموعة البريطانية بعد انفجارها في 22 نيسان/أبريل.

من جهتها تكشف وسائل الإعلام شيئاً فشيئاً النقاب عن اهتمام مجموعات نفطية بشراء أسهم في المجموعة النفطية وصولاً حتى إلى شراء المجموعة بالكامل. وبحسب الصحف البريطانية، فإن مجموعة quot;أباتشي كوربوريشنquot; تجري حالياً مفاوضات حصرية مع quot;بي بيquot; لشراء أصول تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار، في حين تلقت quot;إكسونquot; الأميركية موافقة quot;مبدئيةquot; من السلطات الأميركية في حال هي قررت شراء المجموعة البريطانية. وبحسب الصحف فإن quot;بتروتشايناquot; اتصلت بدورها ببريتش بتروليوم.

أما في ما يختص بالتحقيقات القضائية في أسباب الكارثة، فقد بدأت لجنة التحقيق المستقلة، التي شكّلها الرئيس باراك أوباما للتحقيق في ملابسات الحادث، أعمالها رسمياً الاثنين في نيو أورلينز.