اعتدال سلامه من برلين: ما يلفت النظر في معارض السيارات التي تقام في ألمانيا منذ أكثر من عام الوجود المكثف للسيارات التي توصف حالياً بسيارات المستقبل الرفيقة بالبيئة، لأنها لا تعمل على الوقود التقليدي، بل الطاقة المتجددة والكهرباء أو غيرها. وفي المعرض الأخير الذي أقيم في فرانكفورت، عرضت الشركات الكبيرة المصنعة للسيارات quot;موديلاتquot; جديدة ملائمة للبيئة تعمل بمحرك مختلط أو كهربائي، ما يعني دخول صناعة السيارات حقبة تاريخية جديدة.

وحسب قول خبير السيارات المهندس كلاوس فينكلر لـquot;إيلافquot; في السابق، كانت السيارة المرغوبة تلك الأسرع والأقوى والأكبر حجماً، وتحتاج محطة بنزين بسبب ارتفاع استهلاكها، لكن هذا النوع بدأ يختفي تدريجياً بعد إدراك شريحة واسعة من الناس أضراره على البيئة، لذا لا غرابة أن نجد من بين السيارات المعروضة في فرانكفورت سيارة كهربائية أو موديلاً يعمل بمحرك على البطارية.

وكما ذكر فإنه زار معرض السيارات الذي أقيم في فرانكفورت خريف عام 2009، فلمس تحولاً لا يمكن تجاهله، وهو انكباب صانعي السيارات على البحث عن سيارات تعمل بوقود رفيق بالبيئة، لأن الزبون أصبح هو نفسه يطلب ذلك، بهدف حمايته للبيئة والطبيعة. وهذا ما أكد عليه أيضاً العارضون في فرانكفورت، فهم لا يريدون البقاء خارج النقاش الدائر على نطاق عالمي حول حماية المناخ، وبالفعل فإن ما عرض في هذا المعرض الذي يعتبر من أهم معارض السيارات في العالم يمكن أن يؤدي قريباً إلى تحريك العالم في اتجاه إنتاج سيارة رفيقة بالبيئة واقتصادية، وظهر هذا على الـ40 موديل الذي عرض من صنع ألماني، وكان بمثابة فاتحة لمرحلة جديدة للتجديد في عالم السيارات.

ومن السيارات التي عرضت في معرض فرانكفورت موديل من صنع فولكسفاغن، يستهلك محركه ليتراً واحداً من الوقود لكل مائة كلم، وهو سيارة كهربائية صغيرة الحجم من المتوقع أن تكون سيارة المستقبل من موديل فولكسفاغن آب VW-Up من المتوقع البدء في إنتاجها منتصف هذا العام، ومن ميزاتها التوفير الكبير في الوقود، إلى جانب الموديل بولو بلو موشن، الذي سينزل إلى الأسواق خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويصل متوسط استهلاكه إلى 3.3 ليتر من المازوت لكل مائة كلم، لينضم بذلك إلى الموديل السابق بولو موشن، الذي يستهلك 3.8 ليتر من المازوت.

وحسب قول الخبير الألماني، فكل الشركات الألمانية تسير في اتجاه حماية البيئة، منها شركة مرسيدس التي تريد تطوير سيارة سمارت جديدة لتسير على بطارية ليثيوم.

ليس هذا فقط، بل إن السيارات الرياضية التي تحتاج كميات كبيرة من الوقود ستكون أيضاً رفيقة بالبيئة، حيث عرضت شركة بي ام دبليو في معرض فرانكفورت أول إنتاجها، وهي سيارة إم 1 فيجون، فهي حافظت على شكلها الرياضي، لكنها أصبحت أكثر انسياباً بمحرك ديزل، له ثلاث أسطونات ومحركين كهربائيين. ما يعني أن صناعة السيارات سوف تعتمد في السيارات المستقبلية على الكهرباء وبطاريات اليثيوم التي تركز على تطويرها حالياً.