الرياض - إيلاف: رأى المدير التجاري التنفيذي في شركة رافال للتطوير العقاري المحدودة درويش باكير أن تسارع وتيرة الحياة وتطوّر التكنولوجيا التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية العملية والخاصة أصبحت تؤثر في تعاملاتنا اليومية وقراراتنا والأحداث المحيطة بنا، مشبهاً العالم بقرية صغيرة يرتبط من خلال شبكات سلكية ولاسلكية سواء لنقل المعلومة أو التحكم بآلة معينة أو التسلية. وأضاف quot;في ظل هذا التطور الهائل الذي شهده العالم خلال السنوات القليلة الماضية ودخولها القرن الواحد والعشرين استطعنا توفير التكنولوجيا لراحتنا اليومية في منازلنا للتحكم بالأجهزة المنزلية والكهربائية والترفيهية والإضاءة وتوفير الطاقة والتدفئة والتبريد الحماية والأمن وغيرها من المجالات التي تمس كل دقيقة من حياتنا ومحيطنا الذي نعيش فيهquot;.

وأشار باكير إلى أنّ ما يطلق عليه البيت الذكي Smart Home أصبح يعرف بالتحكم بدرجة الحرارة التي ترغب بها والمراقبة الأمنية ومتى ترغب أن تتناول قهوة الصباح ومتى تطفئ الأنوار وحجم الطاقة التي عليك أن تستهلكها وتأثيرها على البيئة، وكل ذلك يتم من خلال بناء شبكة بالمنزل يتحكم بها نظام هندسي مبرمج طبقاً لرغبة صاحب البيت، وقد يتكون نظام التحكم فقط من نقطة واحدة أو نقاط عدة، بحيث يتم التحكم بأجهزة البيت من الداخل وحتى من الخارج.

ويهدف مفهوم المنازل الذكية، بحسب باكير، إلى بناء منازل عصرية مستقبلية تتفهم الإحتياجات الخاصة لساكنيها وتتناغم مع أسلوب حياتهم، بما يجعل من المنزل الذكي صديقاً لساكنيه من خلال التواصل الدائم. ويتم ذلك من خلال توفير آخر ما توصلت له التقنية الحديثة، والتي تمكن ساكني هذه المنازل من التحكم بجميع مكونات وأنظمة منزلهم من أي مكان في العالم، عن طريق استخدام وسائط متعددة سهلة الإستخدام كالشاشات التي تعمل باللمس، والكمبيوترات المحمولة، والهواتف المتنقلة، وأجهزة المساعد الشخصي الرقمية وغير ذلك. فضلاً عن مقدرة المنزل الذكي على التحكم بنفسه، واتخاذ القرارات المبرمجة مسبقاً، حسب المعطيات والقراءات المختلفة. وبذلك يتم ربط الأنظمة المنزلية المختلفة كأنظمة الإضاءة، والطاقة، والأمن، والمراقبة الرقمية، والدخول للمنزل، وتكييف الهواء، وحلول النوافذ المتحركة، وأنظمة الترفيه المنزلي والكثير غير ذلك لتعمل بتناغم كمنظومة متكاملة.

رصد المنازل الذكية في المملكة
واعتبر باكير مفهوم المنازل الذكية حديث العهد نسبياً في المملكة العربية السعودية، واقتصر حتى الماضي القريب على البيوت الفارهة، ولكن مع انتشار المشاريع العقارية الحديثة واستخدام أنظمة البناء المتطورة الصديقة للبيئة والموفرة للطاقة والإستخدام المتزايد للتقنية في معظم مجالات الحياة العصرية ودخول اتجاهات تسويقية تنافسية، بدأ مفهوم المنازل الذكية بالإنتشار، وأصبح المنزل الذكي عنصراً مهماً في كل المباني الحديثة. بما في ذلك الشركات التي طرحت خدامتها في هذا المجال لتقديم خبراتها العالمية مثل شركة إي هوم أتوميشن.

وأوضح أنّ معظم ما قد يطلق عليه بيوت ذكية حالياً يتم تطويرها باجتهادات شخصية، فإما أن يكون سكن قائم يتم تعديله ليلبي رغبات مالكه أو أان يتم بناء البنى التحتية اللازمة خلال الإنشاء، وبالتالي فإن معظم مطوري العقار قاموا بطرح بعض الأفكار في السوق لبيوت ذكية في أنحاء المملكة كافة. لافتاً إلى أن أول ضاحية سكنية شبه مغلقة في الرياض هي بلنسية، إضافة إلى مشاريع تحت الإنشاء أو أصبحت شبه جاهزة للتسليم. فحدود المنزل الذكي في الأحياء لاتتعدى جدرانه الخارجية. أما المنزل في الضاحية فهي جزء لا يتجزأ من بيئة حياة متكاملة ذكية، تشمل المحيط الداخلي والخارجي وتؤمّن أسلوب حياة فريداً.

أثمانها ووجودها في السوق
وأكد المدير التجاري التنفيذي في شركة رافال للتطوير العقاري المحدودة أن المنازل الذكية تنتشر بشكل أكبر في منطقة الخليج العربي لأسباب كثيرة، مثل الطفرة العقارية، والتقدم التقني والقدرة الشرائية. وتختلف أسعار أنظمة المنازل الذكية باختلاف مكوناتها وخياراتها والغرض من استخدامها، كما تختلف أسعارها تبعاً للشركة المنتجة للتقنية. وقد تكون بين 20-40 ألف ريال سعودي.

ومن الجدير بالذكر أن المنازل الذكية تكون بالأساس مبنية على شبكة من الألياف الضوئية في الضواحي السكنية، ويتم بناء العقار بتأسيس البنية التحتية خلال مرحلة البناء. وبشكل عام، تعتبر الكلفة إضافية على سعر المنزل القائم نفسه. ويجهّز المنزل بكوابل الكات 5 أو 6 في كل الغرف، والتي تكون قادرة على استيعاب المعلومات والأوامر الرقمية للخدمات الذكية والإنترنت والهاتف والتلفزيون والخدمات الأخرى المتنوعة.

وذكر أن تحويل منزل عادي إلى ذكي يحتاج توفير بنية تحتية مبنية على الألياف الضوئية، من أجل عملية التحكم وتوفير الخدمات التي قد يحتاجها الساكن، مثل تشغيل وإطفاء الأنوار والتحكم بدرجة حرارة المنزل والمراقبة المنزلية وتوفير الإنترنت والهاتف والتلفزيون وغيرها.

وبشكل عام، فمن الممكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي، ولكن ذلك يتطلب الكثير من التعديل والعمل الهندسي على تعديل مسارات الكهرباء لربط الأنظمة المختلفة ببعضها البعض. لذلك ينصح الخبراء دائماً بتجهيز البنية التحتية للمنازل الذكية وأخذها بعين الإعتبار عند تصميم المنزل. كما إن المستقبل يحمل تطورات كبيرة من ناحية استخدام الأنظمة الذكية اللاسلكية التي قد تجعل جميع بيوتنا ذكية.

الأفكار الجديدة في المنازل الذكية
ويشير باكير إلى أنه لا يوجد حد لما يمكن للتطور التقني أن يصل إليه، وعلى سبيل المثال التوجه المستقبلي هو باتجاه ربط المنازل الذكية بمحيطها لتكوين المجتمعات الذكية المكونة من المدارس والأسواق والمكاتب والمساجد والفنادق الذكية والتحكم بالمنزل، من خلال الأوامر الصوتية، ومساعدة كبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة، واستخدام تقنيات التعرف عن بعد للتحكم بالمنزل من خلال الميزات والصلاحيات الخاصة بكل مستخدم على حدة.

وقال quot;نحن في رافال نسعى إلى توفير أرقى الخدمات التي تساهم في راحة سكان الضواحي التي نطورها، وهذا يتمثل في مشروع ضاحية بلنسية شبه المغلقة، والتي تعتبر الضاحية الذكية الاولى في مدينة الرياض. حيث استعانت رافال بخبرات وخدمات شركة موبايلي من أجل تطوير وتقديم خدمات الإتصالات الذكية لوحدات الضاحية، من خلال شبكة من الألياف الضوئية التي ستوفر خدمات نظام الصوت والصورة التفاعلي (IPTV) وخدمات النطاق العريض (Broadband) السلكية واللاسلكية والخدمات الذكية المضافة (VASS) وخدمات الترفية والتلفزيون التفاعلي. كما بإمكان السكان إضافة خدمات أخرى لمنزله حسب رغبته، وتماشياً مع متطلباته اليومية. أما المنازل في بلنسية فقد جهزت وهيأت لتكون ذكية.