بغداد: وقّع اليوم مبعوث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزير الصناعة كريستيان أستروزي مع نظيره العراقي فوزي حريري ثلاث مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات الفرنسية، لتأهيل عدد من المصانع العراقية وتطويرها.

وقد استهل استروزي زيارته لبغداد بوضع الركائز الأساسية لمشروع ماء الرصافة، معلناً أن quot;الوكالة الفرنسية للتنميةquot; ستطلق في سبتمبر/أيلول المقبل مشروعاً آخر، لمنح قروض تفضيلية لمشاريع التنمية في قطاعات أساسية في العراق. ودعا أستورزي الشركات الفرنسية إلى فتح مكاتب لها في العراق، واغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة، في إطار إعادة بناء الاقتصاد العراقي.

وقال خلال افتتاح مركز الأعمال الفرنسي في بغداد إن التعامل مع العراقيين في الشؤون التجارية يكون في بغداد، وليس في العواصم المجاورة، مضيفاً أن العودة إلى بغداد لممارسة النشاط التجاري أمر ممكن اليوم، على أن تتوافر ظروف أمنية مناسبة.
ويرافق الوزير الفرنسي في زيارته للعراق أربعة نواب وممثلو نحو 20 شركة فرنسية.

من جهته، أوضح وزير الصناعة العراقي فوزي حريري، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الصناعة الفرنسي ووزير الكهرباء العراقي كريم وحيد وأمين العاصمة بغداد صابر العيساوي خلال مراسم توقيع مذكرات التفاهم، أن وزارة الصناعة وقّعت مذكرة مع شركة quot;تكنيبquot; الفرنسية لتطوير الصناعة البتروكيمياويات في العراق، ومذكرة أخرى مع شركة quot;لافازquot; لتأهيل وتطوير معمل أسمنت كربلاء، فضلاً عن مذكرة ثالثة بين الشركة العامة لصناعة السيارات في الأسكندرية وشركة quot;رينوquot; الفرنسية، تهدف إلى تجميع حافلات الشركة للمرة الأولى في العراق.

ولفت حريري إلى أن مذكرات التفاهم تنص على قيام الشركات الفرنسية بإيصال معامل الأسمنت والبتروكيمياويات والسيارات إلى طاقاتها الإنتاجية التصميمية، على أن تحصل الوزارة على نسبة تصل إلى 25 % من إنتاج المنشآت المذكورة مجاناً طيلة فترة التعاقد البالغة 15 سنة.

من جانبه، اعتبر وزير الصناعة الفرنسي كريستيان أستروزي أن توقيع المذكرات الثلاث مع العراق ما هي إلا بداية لتوقيع ثلاث اتفاقيات وعقود أخرى بين شركات فرنسية ونظيراتها العراقية. وأكد أن الشركات الفرنسية ستسعى إلى دخول السوق العراقية، للعمل في المجالات كافة، سواء كانت إنتاجية أو استهلاكية، لافتاً إلى أن العراق أصبح سوقاً واعدة.

وكانت السفارة الفرنسية رأت في بيان اليوم أن الاتفاقيات الاقتصادية ستعود بالمنفعة على عموم الواقع الاستثماري في العراق، كاشفة أن الاتفاقيات ستتضمن مشروع إنشاء مترو بغداد من قبل شركة فرنسية متخصصة، ومشروع ضخم لتزويد بغداد بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى إنشاء خطوط لتجميع الشاحنات، واستثمارات أخرى تتعلق بتأهيل وإنشاء معامل للأسمنت، ومشاريع لتأسيس مصانع للبتروكيمياويات.

وكانت فرنسا قد أطفأت 80 % من ديونها المستحقة على العراق، في خطوة تهدف إلى تحسين الواقع الاقتصادي في البلد، وإنعاش عمليات الإعمار التي يشهدها العراق.

وأشار البيان إلى الاهتمام البالغ، الذي تبديه فرنسا في دعم الجانب العراقي في شتى المجالات، لاسيما الاقتصادية، موضحاً أن زيارة الوفد تأتي استكمالاً للجهود المبذولة لدعم الواقع العراقي، الذي سعت إليه باريس منذ أعوام مضت، ومؤكداً في الوقت نفسه استمرار الدعم الذي تقدمه فرنسا مستقبلاً في مختلف المجالات.