أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده لم تعد تشكل خطراً في المنطقة، وقال إنها أصبحت آمنة للاستثمارات الأجنبية، داعياً فرنسا وكوريا الجنوبية إلى تنفيذ مشاريع استثمارية في بلاده، تشمل مجالات النفط والصناعة والبنية التحتية والماء والمجاري والخطوط الجوية وصناعة السيارات والمعدات الزراعية، في وقت بدأت في بغداد أعمال المنتدى الاقتصادي العراقي الكوري.

وخلا اجتماعه في بغداد الخميس مع وزير الصناعة الفرنسي كرستيان إيستروسي، أكد المالكي حرص بلاده على تطوير العلاقات مع فرنسا في المجالات كافة، ومنها الإقتصادية والصناعية.

وقال quot;أشعر بالسعادة عندما أسمع بأن الشركات الفرنسية حصلت على عمل في العراق، لما تمتلكه هذه الشركات من سمعة وخبرة نحتاجها اليوم في عملية البناء، وهو ما يعطي فرصة جديدة للتعاون وتقوية العلاقات بين البلدين، ونحن نطمح إلى علاقات ومشاريع استراتيجية في مجالات النفط والصناعة والبنية التحتية، وأن لايقتصر عمل الشركات الفرنسية على قطاع معين، إنما نريده أن يشمل مجالات أخرى، كالماء والمجاري والخطوط الجوية وصناعة السيارات والمعدات الزراعية، ونطمح أن نكون قاعدة من الصداقة المتينة مع فرنساquot;.

وشدد المالكي على أن العراق اليوم أصبح بلداً لا يشكل خطراً على المنطقة، موضحاً أن quot;جهودنا منصبة نحو الإعمار، ومواجهة ما تبقى من الإرهاب، لذلك نتطلع لدور فرنسا وكل الدول الصديقة، ومساندة للعراق بأن تقف إلى جانبه للخروج من الفصل السابع والعقوبات الدولية المفروضة عليه، بسبب سياسات النظام المباد، وبلدنا اليوم أصبح يشهد أجواء الديمقراطية، وفيه مجلس نواب وفيه حكومة مركزية وحكومات محلية تعمل وفق الضوابط الموضوعة لعمل المحافظاتquot;.

من جهته، قال وزير الصناعة الفرنسي quot;إن وجودنا اليوم في العراق، رغم الزخم الإنتخابي، يؤكد رغبتنا في تطوير العلاقات بين البلدين. وقد وقّعنا مع وزارة الصناعة مجموعة من العقود في مجالات تجميع السيارات والطرق والطيران المدني، وزرنا شبكة ماء الرصافة، ونأمل أن يكون هناك تعاون في مجالات النفط والطاقة والكهرباء والزراعةquot;.

منتدى للتعاون الاقتصادي العراقي الكوري
من جهة أخرى، شهدت بغداد الخميس انعقاد منتدى التعاون الاقتصادي العراقي الكوري الأول، حيث عبّر المالكي في كلمة له عن أمله في أن يسهم المنتدى، الذي يحضره رؤساء شركات ورجال أعمال، في تطوير علاقات التعاون بين البلدين.

وأكد أن العراق يمتلك مقومات تحقيق الرفاهية والازدهار لشعبه، لكن حروب ومغامرات وسياسات النظام السابق أحدثت دماراً كبيراً، وأن المجالات الاقتصادية كافة وفرص الاستثمار مفتوحة أمام الشركات الكورية. وقال quot;نحن بحاجة إلى الشركات الكورية للعمل والاستثمار في مجالات الطاقة والكهرباء والسكن وتأهيل المصانع، وإلى التجهيزات وتطوير البنية التحتية العسكريةquot;. وشدد على أهمية تبادل الخبرات وتوفير فرص التدريب وتأهيل الشركات العراقية، لتنهض بعملية البناء والإعمار.

وحضر المنتدى عن الجانب العراقي عدداً من الوزراء والمسؤولين ورئيس هيئة الاستثمار، الذي أعلن في كلمة له في المنتدى عن مشروع استثماري لبناء مليون وحدة سكنية، يكتمل العمل فيه خلال السنوات الثلاث المقبلة، إلى جانب زيادة مستوى إنتاج الطاقة الكهربائية ومشاريع استثمارية أخرى.

بعد ذلك، بحث المالكي مع وزير الإقتصاد الكوري جه كونك هوان تفعيل العلاقات بين البلدين على كل المستويات، وفي مقدمتها الإقتصادية. وقال quot;من جانبنا، سنقدم التسهيلات اللازمة للجانب الكوري، ونتمنى أن يخرج هذا المنتدى بخطة لمشاريع التنمية في مختلف المجالاتquot;. وأكد أن مشاريع البنية التحتية ستنطلق بعد الإنتخابات، متمنياً أن يكون المنتدى الإقتصادي العراقي الكوري الأول منطلقاً لفتح العلاقات بين البلدين على المستويات كافة.

من جهته، أكد وزير الإقتصاد الكوري اهتمام المسؤولين الكوريين بالشأن العراقي، وقال quot;لذلك فنحن هنا اليوم لتنشيط التعاون الإقتصادي بين البلدين، وإن للشركات الكورية الرغبة بالعمل في العراق والاستثمار في مجالات الحديد والصلب والصناعات الثقيلة والإسكان والبنى التحتية والتسليحquot; وإنجاز المشاريع الإقتصادية الأخرى.