بالرغم من الأزمات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الشعب المصري إلا أنه لم يتخلى عن عادته الفريدة والخاصة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف , فلا زالت الحلوى الخاصة بهذه المناسبة أحد أهم مظاهر الاحتفال. ويقدر إجمالي ما ينفقه المصريون على شراء هذه الحلوى بحوالي 5 مليارات جنيه وهذه الرقم بالرغم من ضخامته إلا أنه في منحدر تنازلي عن الأعوام السابقة.

القاهرة: أوضح عادل كامل مدير مبيعات احد محلات حلوى المولد بالقاهرة أن الإقبال على شراء حلوى المولد انخفض هذا العام بنسبة تقارب 40% مقارنة بالأعوام السابقة نظرا لارتفاع أسعار المنتجات حيث زاد سعر كيلو الفولية والسمسمية والحمصية من 15 الي 18 جنيه والشكلمة من 20 إلي 25 جنيه والملبن الحبل من 28 الي 35 والملبن الجيلي من 10 الي 14 جنيه و نوجة الفستق من 30 الي 35 جنيه و نوجة الفول من 20 الي 25 جنيه والدومية من 13 الي 18 جنيه والكيزان من 11 الي 14 جنيه وجوز الهند من 18 الي 22 جنيه ،مؤكدا أن هذه الأسعار تعتبر الأعلى في حلوى المولد علي مدار السنوات الماضية .

أما نائب رئيس شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية محمد رفاعي فقد أرجع ارتفاع أسعار منتجات حلوى المولد إلى ارتفاع أسعار التكلفة وخصوصا أن المنتجات التي تدخل في صناعة الحلويات ارتفعت أسعارها بشكل كبير مثل الزيت والسكر والأخير يمثل 75% من مكونات حلوى المولد, حيث ارتفع سعر طن السكر من 2500 جنيه إلى 4300 جنيه فضلا عن أزمة الغاز التي تزامنت مع وقت تصنيع الحلوى وهو ما أدى إلى ارتفاع التكلفة الإنتاجية بنحو 40% مما اضطر أصحاب المصانع إلى تخفيض الإنتاج بنسبة 25% مقارنة بالأعوام السابقة خوفا من فساد الحلوى إذا ما أصابها الركود بسبب ارتفاع الأسعار, ويشير رفاعي على أن سعر الكيلو المشكل من حلوى المولد يبدأ هذا العام من 15 إلى 60 جنيه وهو رقم قياسي لسعر كيلو الحلوى لم يحدث من قبل.

وكشف رفاعي أن إجمالي عدد المصانع المنتجة لحلوى المولد في مختلف المحافظات يفوق4000 مصنع تنتج خلال فترة الاحتفال بالمولد النبوي نحو 32 ألف طن بما تقدر قيمته بأكثر من 5 مليارات جنيه يتم استهلاكها من جانب المواطنين والجمعيات الأهلية والشركات البترولية وكذلك أجهزة الشرطة والقوات المسلحة ، كما يحرص رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب على شراء كميات كبيرة لتوزيعها في دوائرهم بسبب اقتراب موعد الانتخابات التشريعية .

وأضاف رفاعي أن الوزارات والهيئات الحكومية توقفت عن شراء حلوى المولد منذ عهد حكومة الدكتور علي لطفي وكانت تستحوذ على نحو 25%من إجمالي منتجات حلوى المولد مشيرا إلى أن مصانع الحلوى تتركز في القاهرة و طنطا و الإسكندرية ودمياط ، ويعمل بها ما يقرب من 260 ألف عامل ,كما أوضح أن عروس المولد النبوي تلاشت بشكل كبير ولم تعد المصانع تنتجها سوى بنسبة 2% مقارنة بالأعوام السابقة حيث يفضل المواطنون شراء العروس البلاستيكية الصينية لأنها تدوم فترة طويلة .

ويقول رجب العطار رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية أن ارتفاع أسعار الياميش والمكسرات عالميا هو أحد أسباب ارتفاع تكلفة حلوى المولد حيث ارتفعت أسعارها بنحو 30%عن العام الماضي ،ويقدر حجم الاستيراد منها سنويا بحوالي 100 مليون دولار ،ويستخدم منها ما قيمته 150 مليون جنيه في تصنيع حلوى المولد النبوي .

أما الخبير الاقتصادي الدكتور محمود ثابت فأوضح أن هناك أنشطة كبيرة ترتبط باحتفالات المولد النبوي مثل أسواق اللحوم حيث يتم استهلاك نحو 8 مليون كيلو بما يقدر بحوالي 30 مليون جنيه بسبب تقاليد اعتاد الشعب المصري عليها ومنها إرسال كميات من اللحوم إلى الزوجة الجديدة في الأسرة بما يسمى الموسم ،كما يزدهر نشاط الإنشاد الديني في المساجد التي تنظم احتفالات المولد النبوي لاسيما مع حرص الطرق الصوفية على الاحتفال بطرقها الخاصة وهو ما وهو ما قدرته الإحصاءات بتكلفة تقدر بنحو 15 مليون جنيه ،مشيرا إلى أن الشعب المصري ينفق ما يقترب من 6 مليارات جنيه خلال فترة احتفالات المولد النبوي ،وهو مبلغ ضخم جدا.

ويقول محمد حمدي أن شراء حلوى المولد هو أهم مراسم احتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف وهي عادة متوارثة من العصر الفاطمي ولا اعتقد أن هناك مصري لا يقوم بهذه العادة إلا غير القادرين على الشراء وإن كان الأغنياء لا ينسون نصيب الفقراء في هذه المناسبة فمن يعرف فقيرا يشتري له حلوى المولد فلا تجد بيت في هذا اليوم من السنة يخلو منها.