طلال سلامة من برن (سويسرا): عاشت البورصات العالمية، في الأسبوع الماضي، فترة من الهدوء الحذر، ويبدو أن أزمة الديون السيادية قررت الاختفاء، لو مؤقتاً، في ما يتعلق بهوامش القصور الائتماني لليونان (Credit Default Swaps) فانها تراجعت الى أكثر بقليل من 300 نقطة مقارنة ب420 نقطة، قبل شهر من اليوم. أما هذه الهوامش(وهي كذلك مشتقات مالية) للبرتغال فانها تراجعت أكثر من 50 في المئة لترسو على 125 نقطة. بالنسبة لاسبانيا وايطاليا فانها تراجعت الى ما دون 90 نقطة. على صعيد سوق السندات، الصادرة عن الشركات، فهي شهدت بدورها تحسناً. اذ ان مؤشر (i.Traxx)، الذي يمثل الشركات التي تتمتع بدرجة تصنيف ائتماني جيدة وتستأثر بسلة هوامش القصور الائتماني بأوروبا، فانه تراجع الى 77 نقطة مقارنة بما سجله في 23 فبراير(شباط) الماضي، عند 94 نقطة.

في الأيام العشرة الأخيرة، شهد وضع اليورو تغيراً ولو طفيف الطابع. فهو اليوم يحوم حول عتبة 1.36 دولار أميركي. بغياب أخبار أخرى، بشعة، حول الديون السيادية وبانتظار عملية انقاذ ما quot;جديةquot; لليونان، بعيداً كل البعد عن الاستفزازات الألمانية الظاهرية التي قد تحفز أنجيلا ميركل الى اعلان بيع العاصمة أثينا من دون علم السلطات اليونانية، لاحظت الأسواق المالية الدولية هدوء في حركة المضاربات. والعديد من المستثمرين أغلقوا الأسبوع الماضي محققين أرباح quot;نزوليةquot;. بالأحرى، فان هذا الهدوء تعلق بالمضاربات الأكثر حذراً حول اليورو(بفضل الطقس النفسي المرتاح بشأن الديون العامة الأوروبية) اثر ردود فعل سلطات الرقابة الأوروبية بشأن المؤامرة المزعومة التي تقودها بعض صناديق التحوط الدولية لاذلال العملة الأوروبية الموحدة. بمعنى آخر، عاشت البورصات طقساً مشمساً حقق من خلاله مؤشرا quot;اس آند بي 500quot; وquot;ستوكس 600quot; ارتفاعاً جعلهما يقتربان، لو سجلا نقطة مئوية واحدة اضافية، الى أقصى سقف لهما منذ مطلع الشهر الماضي.

علاوة على ذلك، فان الأرباح الكبرى، في الأسبوع الفائت، حققتها وول ستريت(ارتفع مؤشر اس آند بي Samp;P 3.1 في المئة ومؤشر ناسداك 3.9 في المئة). على صعيد أوروبا، ارتفع مؤشر ستوكس Stoxx 4.6 في المئة. كما ربحت بورصة ميلانو 5.7 في المئة وبورصة باريس 5.4 في المئة وبورصة فرانكفورت 5 في المئة وبورصة لندن 4.6 في المئة.